skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
OIP (1)
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
gettyimages-633356570
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي: تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والمسؤولية الاجتماعية
9e45c84d-f930-4bc4-8688-378ea0820f0d
WhatsApp Image 2023-11-29 at 18.16.00
م. رشاد أنور كامل
فوضى حواس أردني
DSC02663
Malik Athamneh3
مالك العثامنة
الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
nohe-pereira-RvxSeJSgtUE-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
دول اليوم وجيل الغد
sasan-rashtipour-K6QvBBT17qE-unsplash
pexels-sabine-fischer-19052546
جودية سامي
اضطهاد الذكاء الصنعي 
WhatsApp Image 2023-11-29 at 18.16.00
م. رشاد أنور كامل
March 1, 2024
م. رشاد أنور كامل -

منذ سنة تماما لم يكن احد يهتم للجهود المبذولة على مستوى الاتحاد الاوربي في وضع معايير اخلاقية لما يمكنه للذكاء الصنعي ان يفعله، ولما هو مسموح له من حيز لاتخاذ قرار، او ابداء رأي، او حتى المساعدة الذكية، لكن بعد ظهور تشات ج بي تي و استخدامه من قبل ١٠٠ مليون شخص خلال اول شهر من المتحمسين وكارهين للذكاء الصنعي، خرج الحديث الخفي حول صراعنا على اخر حيازة بشرية وهي الذكاء وخاصة الذكاء الواعي. 

واهم ما تسرب الينا من هذا الصراع عندما اتهم لاري بيج احد مؤسسي غوغل صديقه اليون ماسك مدير شركة تسلا واكس بأنه متحيز للجنس البشري spiciest وانه يفضل ان يخمد الذكاء الصنعي من اجل حماية فصيلة البشر. 

والخلاف حقيقي ولم يكن مزاح هو انقسام فعلي بين المؤسسات العاملة على تطوير الذكاء الصنعي وسبب من اسباب انفراط عقد اهم مجموعة اسست شركة  Open Ai التي اطلقت ChatGPT. 

واطلق ايلون ماسك مع مجموعة علماء الذكاء الصنعي ومدراء شركات تقنية وغيرها رسالة موقعة منهم ومن مئات الاف المهتمين وجههوها الى القيادة الامريكية يطالبون فيها تجميد اي عمل على تطوير الذكاء الصنعي لمدة ستة اشهر ليعطوا العالم فرصة لتناول هذا المنتج الذي حولوه الى منتج يهدد البشر في اعمالهم، وصولاً الى تهديد النوع البشري نفسه. 

وهاج وماج البشر بسيل من الرسائل الواتساب التي وصلتهم وتداولوها حول مخاطر الذكاء الصنعي لدرجة ان الكثيرين فعلاً خافوا وكأن الذكاء الصنعي قاب قوسين من ان يقرر ان البشر فصيلة يجب التخلص منها ..  

وما تصورناه في البداية صراع بين مدراء شركات من اطلق قبل من منتجه، ومحاولات لتخفيف سرعة شركات معينة للحاق بوتيرة منتجاتها من الذكاء الصنعي تحول الى لجان في كل الدول تدرس تلك المخاطر بجدية وتظهر بسعادة امام شعوبها بانه تواكب الحدث وتهتم بالصالح البشري وتدافع عن ذكائه.. 

واخذ الموضوع صد ورد غي اروقة الكونغرس الامريكي الى ان حسم الامر الرئيس الامريكي في آب /اوغست من العام الماضي (٢٠٢٣) ان الذكاء الصنعي امريكي و هو منتج سيصبغ مستقبل الصادرات الامريكية الرقمية غيرها وان امريكا ماضية في تطويرها للذكاء الصنعي وتدعوا كل من يعمل بأي اختصاص منه ان يأتي ويستقر بأمريكا..معلنا بذلك اهم قرار بأن امريكا ستكون واحة الذكاء الصنعي. 

بالطبع لن يمر قرار كهذا على الصين بسهولة والتي اعلنت بدورها انها واحة الذكاء الصنعي الاسيوي البديل.. 

وهنا نسي العالم رعبه من الذكاء الصنعي لوهلة، لكن الكنديين والاوربيين من هم خارج اللعبة تماما تمسكوا بفكرة الكبح والتريث و بناء ذكاء صنعي آمن ( طبعا هذه فكرة جيدة) لكن الاسم يوحي وكأن هناك ذكاء صنعي خطر وهم سيضعون معايير لجعله آمن. 

الأمر حسم ، والذكاء الصنعي ماض في تطوره، وانتقل من معالجة نص الى معالجة نص وصورة، ومن ثم معالجة نص وصورة وصوت ، ومن الممكن ان نضيف اليه اجهزة تحسس للمس والرائحة .. هذه قضايا بسيطة.. 

وهناك من يصرخ ستندمون! 

انتم تخترعون قاتل البشر! 

ولكن وبجدية لما كل هذا الخوف؟ 

الذكاء الصنعي موجود منذ ٢٠٠ عام تقريبا مع اول نول نسيج تم ربطه ببطاقات خشبية تحمل تعليمات الرسومات والنقوش المطلوبة والتي استعاضت عن النسج عبر الذاكرة، وسمحت بانتاج ادق ومتماثل وارخص، والذكاء الصنعي انطلق فعليا قبل الحاسب عمليا الان تورينغ اخترع الحاسب من اجل تطبيق معادلات الذكاء الصنعي لفك شيفرة المراسلات الالمانية في الحرب العالمية الثانية، والذكاء الصنعي الذي قاده اللغوي تشومسكي اسس لعلوم في المعالجة النفسية وعلم نفس الاطفال وعلوم اللسانيات، والذكاء الصنعي قاد طائراتنا التجارية منذ اكثر من اربعين سنة للان .. الذكاء الصنعي وفر مليار ساعة بحث علمي في ايجاد ادوية.. 

كل ذلك لم يرعبنا.. 

ارعبنا انه قادر على نظم شعر بتقليدنا او الرسم او انه قادر على تشكيل رسمة بناء على وصفنا لها؟ 

كل ماحدث فعلاً اننا استجبنا لغرائز كره الجديد المنافس، واطلقنا عنان التشييء الذي نمارسه بكفاءة عندما نريد ان نطلق حرباً اقصائية.. 

لم نستطع ان نوقف التقدم ولا مرة عبر تاريخنا. 

وهذه المرة لا فرق.. 

الطبيعة حكمت علينا بالتطور.. ولا اظن السلفية البشرية ستتمكن من ايقافه. 

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.