skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
wk_39985_26936_large
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
تعبيرية
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
August 8, 2024
رويترز/ تعبيرية
كرم نعمة -

عندما يرفع اليمينيون المتطرفون شعار “كفى، يعني كفى” للتعبير عن نزعة الغضب الكامنة بدواخلهم بعد سنوات من دروس الكراهية المضمرة لمجتمع بريطاني متنوع، هذا لا يعني أنهم يحظون بنظرة تعاطف “دون أن يقلل هذا الكلام من تأثيرهم على الشارع” لأن هناك من البريطانيين أيضا من يشعر بالفخر بأنه يعيش في بلاد يستمع في لندن وحدها إلى سبعين لغة تنطق بها الألسن وتقف في أعلى قاموسها الإنجليزية.

الكوزموبوليتك، هي هوية لندن اليوم وفق رضاها المجتمعي والسياسي، يعيش فيها الناس كمواطنين عالميين في مجتمع أممي.

دعوني أدافع عن فكرتي هذه باقتباس ثيمة فيلم “فيكتوريا وعبدول” الذي أنتج عام 2017 ويروي بطرافة وشغف علاقة الملكة فكتوريا المتوفية عام 1901 بخادمها المسلم، الذي سرعان ما يصبح صديقها ومعلمها المخلص. إلى أن يكسر الغرور البريطاني هذه العلاقة ويخفيها عن التاريخ.

هذا اليمين موجود لكن ليس بمقدوره الاستحواذ على السردية العامة للبريطانيين برمتهم. فصراخ نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح البريطاني المتطرف الذي حصل على 14 بالمائة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، لا يعني أن بريطانيا وصلت نحو هاوية اليمين، أو وفق كارلا دينير، الزعيمة المشاركة لحزب الخضر، بأن أعمال العنف في المدن البريطانية يجب أن تكون “نداء استفاقة لجميع السياسيين الذين روجوا أو استسلموا للخطاب المناهض للهجرة”.

لكن لا يزال يتعين علينا أن نرى مدى ضخامة هذا الحشد من الغوغاء المتطرف، ولا يخلو الأمر من وجود محتالين خلفهم مباشرة. وفي بعض الأحيان، يكونون على بعد آلاف الأميال يصرحون على منصاتهم وهم ويحتسون شرابهم!

أنا لا أشك مثلا أن رئيس الوزراء البريطاني العمالي اليساري كير ستارمر، ثمة في داخله “يمينية” تعود إلى أصله الأبيض وكذلك ثمة يمينية بمنسوب أعلى تسكن سلفه ريشي سوناك الذي ينحدر من أصول هندية وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالمسلمين وليس المهاجرين وحدهم.

فالتصريحات المتكررة التي يدلي بها نواب حزب المحافظين، التي تكون أحيانا خفية وأحيانا أخرى فظة، لا يمكن إلا أن تكون مصممة بشكل لإثارة غضب الغوغاء العنصريين. فعندما زعمت سويلا برافيرمان، وزيرة الداخلية السابقة، زورا أن بريطانيا “تسير في سبات عميق نحو مجتمع معزول”، وأن “الإسلاميين… هم المسؤولون الآن”، سمح لها سوناك بالبقاء على مقاعد الحزب.

بطبيعة الحال يصعب على ستارمر وسوناك إظهار ذلك تحت وطأة حساسية المسؤولية العالية للموقع الحكومي. لذلك أظهر الأول سلطة رئيس الوزراء في مواجهة غوغاء اليمين، متوعدا إياهم بالندم عند مواجهة قوة القانون الكاملة.

لدينا أشد أنواع اليميني المتطرف يمثلها الأمريكي جاك بوسوبيك الذي لا يتوقف عن الصراخ في وسائل الإعلام، كقوله بأن غير اليمينيين يديرون حلقة شيطانية لإساءة معاملة الأطفال في مطعم بيتزا شهير في واشنطن.

أخر إصدارته كتاب بعنوان “Unhumans” “اللاإنسانيين”، يقدم فيه درسا في الكراهية والعنصرية للآخر لمجرد الاختلاف معه بالدين والعرق واللون.

إن كلمة “فاشي” تُستخدم كثيرا في عالم السياسة، ولكن من الصعب أن نجد كلمة أكثر ملاءمة لكتاب “اللاإنسانيين”، الذي صدر في الولايات المتحدة الشهر الماضي.

يزعم الكتاب أن هؤلاء الناس “ويجمع المسلمين واليساريين والأعراق الأخرى من غير البيض” لا يستحقون وضع البشر، وأنهم، كما يشير عنوان الكتاب، ليسوا بشرا! بل يخوضون حربا خفية ضد كل ما هو طيب ولائق، ويعدنا بأن تلك الحرب سوف تنتهي بمذبحة مروعة إذا لم يتم إيقافهم.

إلى أن يصل بوسوبيك إلى استنتاج لفرط حماقته يمكن أن ينطبق عنوان الكتاب عليه بقوله “لقد أوصلتنا دراستنا للتاريخ إلى هذا الاستنتاج: الديمقراطية لم تنجح قط في حماية الأبرياء من اللاإنسانيين”، ويعني بهم الأشخاص الذين لا يخلصون لتطرفهم اليميني!

إن الأفكار الاستبدادية العارية لا تنحصر في الزوايا الرطبة من مساحات مواقع التواصل العنصرية، أو بين المجاميع التي قادت تحرك الغوغاء في المدن البريطانية، فهؤلاء السياسيين أنفسهم كانوا يُلبسون قفازاتهم البيضاء لجورج بوش وتوني بلير لإخفاء دم أطفال العراق! وهم أنفسهم من صفقوا بشدة لمادلين أولبرايت وهي تعتقد بإصرار شنيع ولا إنساني أن قتل مليون طفل عراقي ثمن يستحق، مثلما صفقوا بالأمس لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وهو يعيد نفس الكلام بقوله “إن موت مليوني فلسطيني في قطاع غزة جوعا قد يكون عادلا وأخلاقيا لإعادة الأسرى الإسرائيليين”.

لقد سمعنا اليوم كلاما شائنا من اليمين البريطاني المتطرف عندما طالب باجتثاث كل السياسيين الذي يدعمون المهاجرين والمسلمين بنفس الطريقة التي تم اجتثاث الموظفين الحكوميين في العراق بعد احتلاله بذريعة حزب البعث.

لقد تكررت في بريطانيا جملة جيه دي فانس نائب دونالد ترامب المقترح “نحن بحاجة إلى برنامج مثل اجتثاث البعث في العراق، يطرد كل بيروقراطي متوسط ​​المستوى، وكل موظف مدني في الدولة الإدارية، ويحل محلهم شعبنا اليمني المخلص”. وسواء كان الأمر عبارة عن عناوين الصحف التي لا تنتهي والتي تشيطن المسلمين وطالبي اللجوء، أو صراخ نايجل فراج المثير للكراهية المجتمعية ووزيرة الداخلية في حكومة المحافظين السابقة سويلا برافيرمان التي سقطت في الحضيض بازدراء المسلمين، فقد ساهم كل ذلك في تأجيج الكراهية وتحولت إلى عنف يقوده الغوغاء. فأعمال الشغب المتصاعدة في مدن بريطانية ليست منعزلة عن 14 عاما من التحريض العنصري من قبل حزب المحافظين.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.