skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
 من الفاكس إلى الذكاء الاصطناعي
WhatsApp Image 2023-11-29 at 18.16.00
م. رشاد أنور كامل
صورة مرسلة من قبل كاتب المقال تم تصميمها عبر الذكاء الصناعي (نقطة)
م. رشاد أنور كامل -

في البدايات التكنولوجية، شهدت بعض دول الشرق الأوسط تحفظًا كبيراً حيال تبنّي تقنية الفاكس، نظراً لتأثيرها المحتمل على السيطرة التقليدية لها على الاتصالات الكتابية والتلكس. فالخوف من تمكّن المراسلة المباشرة دون المرور بوسيط رقابي أرعبتهم وكان تحفّظهم المتدرج  انعكاساً تدريجياُ لتمكنّهم من السيطرة الرقابية مرة أخرى، فبدأت خطواتهم من فرض شراء خط هاتفي خاص للفاكس ومن ثم شراء فاكس إضافي مماثل يسلّم للجهة الرقابية، ومع تطورهم الرقابي المتمثّل بربط مجموعة خطوط الفاكس ببطاقات تحوّل القادم والمرسل الى الجهة الرقابية تخلّوا عن فكرة الفاكس الثاني، وبعد تمكّنهم من كشف أي إشارة فاكس من أي خط هاتفي وتحويلها الى أجهزة الرقابة الخاصة تخلّوا حتى عن فكرة أن يكون هناك ضرورة لخط فاكس خاص، وتخلّوا عن شرط أن يكون الفاكس للاستخدام التجاري والصناعي والمصرفي حصراً، وتجاوزوه الى( التطنيش) الاستراتيجي لتوّفر الفاكس عند الجميع، دون السماح به رسمياً ودون تعديل أي من قراراتهم السابقة، هو (تطنيش) كما قلت لكم لكن استراتيجي، هذه الرؤية التي تعتبر الاتصالات المباشرة من نظير إلى نظير تحديًا للأعراف والسلطة القائمة استمرت لأكثر من 15 عاماً وانهارت دفعة واحدة مع ظهور البريد الإلكتروني والانترنت حيث تغيّر الوضع بشكل جذري و استبدل البريد الإلكتروني الفاكس والتلكس بسرعة، لم تستطع حتى الجهات الرقابية نفسها أن تقف أمام هذا المدّ التقني، ولم تعد الاتصالات وتبادل الوثائق الآن ما يخيفها، بل الاخبار … والمعلومات … التي كان يجب ان لا تصل لشعوبها… ووصلت…
ومع كل المقاومة استسلموا بأن هناك واقع جديد على الأرض ، هم يجب أن يتطوّرا أيضاً حتى في آليات تثبيط شعوبهم.. وترويضها..
فقد فرضت عليهم التقانة الترقي … وادعاء الانفتاح .. الانفتاح الحامض كما أحب أنا أن أسميه.

في السياق الحالي، نشهد موقفًا مشابهًا مع الذكاء الاصطناعي وتطويره نحو الذكاء الصنعي العام (AGI)، فالمخاوف المتعلقة بفقدان السيطرة والتغيير المجهول تتكرر، ولكن كما في الماضي، هذه المقاومة مؤقتة.

هذه المرة المقاومة تتجاوز الجهاز الرقابي الى بعض المكوّنات التي تعتبر نفسها حارسةً على الثقافة والعلم والدين والأخلاق وحتى على إبداع الانسان، اتفق الجميع على إطلاق عنان المخاوف الى السقف وكأننا في حالة تفاوض للوصول الى اتفاق، نطلب المستحيل وبعدها نتنازل، لكن من أجمل ما يحدث تقنياً الآن على صعيد الذكاء الصنعي أن لا مفاوض في الطرف الآخر ، أي أن هناك حكومات وأكاديميا ومؤثرون في طرف .. ولا طرف آخر لأنه في الطرف الآخر من يطورون الذكاء الصنعي يطلقون نفس المخاوف ويتحدثون بنفس المفردات، يجب أن نخاف هذا المستقبل القادم …
والعالم محتار … كيف حدث ان التقى من يرفض ومن يصنع على نفس الأهداف … المنع او على الأقل التثبيط والتحديد ؟

هذا ليس بجديد أبداً فهو ما حدث من 100 سنة عندما قرر الكونغرس الأمريكي وصانع وصاحب أهم شركة هواتف ( ألكسندرغراهام بيل) أن دخول الهواتف الى منازل الأمريكيين هو شرّ مستطير، سيعمل على إفساد النساء في الأسر، وسيدمر شكل المجتمع الأمريكي والى الأبد.. لكن سقطت كل التحفظات مع انتشار الحمى الإسبانية واحتياج الناس الى العزلة لتفادي العدوى، فكان و بهدف تعزيز التواصل أن مدّت أكير وأسرع شبكة هواتف الى المنازل الأمريكية، حيث تجاوزت هذه الشبكة كل التحفظات وأسست لنموذج جديد في التواصل، ويا للغرابة ….. لم ينهار المجتمع الأمريكي.
من يعمل الآن على تطوير الذكاء الصنعي أذكى من أن لا ينتبه الى هذه المتلازم فالتطور ممكن تأخيره لكن لا يمكن إيقافه. وسيدخل الذكاء الاصطناعي في كل عمل لنا … بما فيه أنه ساعدني في كتابة هذا المقال ، وقدم لي صورة مرافقة له..
ساعدني قلت.. ولم يكتبه هو.
هذا هو شكل المستقبل .
نقطة آخر السطر.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.