إقرأ أيضاً
حالة الهلع التي انتابت الغرب من الذكاء الصنعي وإمكانياته والتي تهدد حسب ما يرونه مستقبل اعمالهم، لم تلقى نفس الرواج في الشرق، وصلتنا احاديثهم، ومخاوفهم ولكن فعليا لم نشعر اننا مهددون بان نترك اعمالنا لصالح الذكاء الصنعي، و السبب ان معظمنا يعمل بأعمال لا تحتاج ذكاء فعلاً، الشرق كله من المغرب الى اخر بقعة عربية ، مرتاح مع نفسه، لا مؤسسات لديه، لا بورصة فعلا، لا انتاج، لا تحديات علمية، لا منافسة صناعية، لا منافسة معلوماتية، ولا حتى ننافس في الزراعة، فعلى ماذا نخاف، لا يمكن للذكاء الصنعي ان ينافسنا في الاسترخاء.
مالذي فعلاً ينافسنا عليه؟
اولا الذكاء الصنعي لليوم فاشل باللغة العربية، والسبب انه لايوجد لدينا محتوى كاف لتدريب ذكاء صنعي عربي يصفن بالعربية ويتصرف بذهنية ومفاهيم عربية، لذلك الذكاء الصنعي اليوم دماغه وثقافته انكليزية ولكنه ناطق بالعربية، اي انه اقرب لذهنية مستشرق، لذلك لن يتمكن في استبدال لا شاعر ولا كاتب ولا روائي ، ولا حتى فنان، لن يتمكن من فهم النكتة العربية، ولا الحزن العربي، كعربي، كمستشرق نعم يستطيع.. ولكن كعربي ..لا..
هناك في الغرب لديهم مؤسسات عملاقة فيها عشرات الاف الموظفين، نعم الذكاء الصنعي قد يستبدل بعض الوظائف في ادارة الموارد البشرية، ام التسويق ، ام متابعة الزبائن، ام في تخطيط سلسلة التوريد والانتاج … نحن لم نخرج من عباءة الحجي صاحب المحل، افضل شركاتنا هي للحجي واولاده.. مهما كان حجمها هي شركة الحجي ، والقرار قراره، وفي الغالب ياتي بعده قرار الابن الاكبر ، او زوجته الثانية، لايوجد اي تهديد من الذكاء الصنعي لهذه التركيبة ، ولاحتى الحجي سيرد على مية ذكاء صنعي ..
اين من الممكن ان يهددنا الذكاء الصنعي، في تفوقنا كأمة تصدر مبرمجين وبرمجيات، نحن لسنا كذلك..
كأمة تصدر ابحاث علمية ، نحن لسنا كذلك.
كأمة تصنع سيارات ، تلفزيونات، هواتف ، اي شيء ؟ نحن لسنا كذلك.
واستطيع ان استمر بما نحن لسنا عليه الى ان يطمئن قلبكم انه ولا وظيفة سنخسرها امام الذكاء الصنعي.
انتصرنا عليه بضعف محتوانا العربي الرقمي، وضعف حيلتنا الاقتصادية..
الى ان يظهر ذكاء صنعي حالم بالماضي ولا يأبه للمستقبل فنحن بخير.
الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.