skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

غرائزية ترامب وماسك تصبح "الحنجرة العميقة"
WhatsApp Image 2024-11-21 at 18.01.32
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
Glasser-Trump-NATO-2024
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
508037
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
كم صوتا ستجمع تايلور سويفت؟
74a9c2c4-3821-4d7b-965d-d158d1197a84
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
russia-war-ukraine-09222023-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
9b882a52-0280-48a8-abc9-1dc1f303c00c
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
كيف تتحول قرداً بكبسة زر!
WhatsApp Image 2023-10-04 at 19.42.28
سامح المحاريق
November 18, 2023
تعبيرية/ Photo by Los Muertos Crew/Pexels
سامح المحاريق -

فتيات عشرينيات بتحرر متباين من الملابس وهندسة خاصة بزوايا التصوير يظهرن في فيديوهات قصيرة! بعضهن من الوضع نائماً، وأخريات يرقصن أو يتحدثن، وكثيرات يطلبن بإلحاح من المتابعين التكبيس، لم أكن لأفهم ذلك إلا بعد متابعة حلقات مسلسل الكبير أوي في رمضان الفائت، أما الاهتمام بالتجوال في عالم التيك توك، فلم يكن سوى درس تربوي.
كيف بدأت القصة؟ وهل علي أن أقدم بياناً لبراءة الذمة أنني لست من رواد الموقع المزمنين، وبالطبع يمكن للشركة أن تثبت ذلك لأنها تمتلك احصاءات عن الجميع؟
كان ابني يمتلك صفحة على الموقع، وعنده أكثر من ألفي متابع، وكنت أستغرب سبب وجود هذا العدد من المتابعين لطفل في العاشرة من عمره، وتحت سمعة التطبيق السيئة، أصدرت فرماناً أبوياً بضرورة إغلاقه في حادثة نادرة أستغل فيها سلطاتي المنزلية، ولكن تزايد الحديث عن التيك توك وغيره من التطبيقات مع حرب غزة دفعني للتجول داخله، وفي منتجاته التي يعاد استخدامها في مواقع الفيسبوك والإنستجرام.
كبس.. كبس.. على الرغم من العناية بالظهور مفرط الأنثوية، إلا أن ما استدعته ذاكرتي أمام مئات ومئات من الفتيات كانت مشهد القرود الذي نقف أمامها في حديقة الحيوان ومعنا حفنة من الفول السوداني لنلقيها ونتابع تهافتهم عليها.
البعض يحصل على مبالغ كبيرة، فالكبسة تعني تحويلاً مالياً مهما كان صغيراً، فإن عدد المتابعين يصبح كبيراً مع الوقت، الكثيرون يدفعهم الفضول وليس في نيتهم سوى الفرجة المجانية، والبعض يضغط مكبساً والكبسات درجات، وفي حالة الكبسة ذات المبلغ الكبير، يمكن للمستعرضة أو المستعرضة أن يلقي تحية وشكر وامتنان للشخص.
الفيديوهات التي تنقل عبر صفحات تستغل عالم التيك توك إلى مواقع أخرى تشهد إقبالاً من الآلاف، مئات الآلاف، وأحياناً الملايين، الفتاة ليست طرفاً هذه المرة، صفحة نقلت مشاركتها، ولكن بعض المعلقين يبدأون وصلات من الغزل المفرط وآخرون يتركون أرقام هواتفهم وعروضاً للزواج أو المرافقة.
بطبيعة الحال، وخارج التجني على فئة واسعة من الناس لكل منهم/ ن قصته الخاصة، ودوافعه المختلفة، فهذه الاستراتيجية تتواصل داخل معظم المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، وبطبيعة الحال بناء على التموقع الخاص داخل الهرم الاجتماعي، والرصيد المتوفر للشخص من المكانة، وفي النهاية، فالإدلاء بكلمة أو تعليق أو مداخلة أو رأي يتطلب أن تتم المكافأة التي يوفرها الفيسبوك بأزرار الإعجاب ورموز أخرى.
مع بداية الألفية بدأت هذه المهزلة المتواصلة مع برامج تلفزيون الواقع ومسابقات المواهب، واستقطبت المئات والمئات من الشباب والمشاركين لدوافع مختلفة، المال من بينها والشهرة كذلك، وغالباً ما يرتبط المال بالشهرة، وعرضت بعض القنوات حياة المشاركين على مدار اليوم، وكان السؤال الجوهري الذي يراودني في ذلك الوقت عن الكيفية التي سيعود من خلالها المشاركون إلى حياتهم العادية بعد انتهاء البرنامج؟ ما الذي سيفعلونه خاصة بعد أن تجردوا من كثير من أقنعتهم الضرورية خلال فترة المشاركة، واستعرضوا بشكل أو بآخر نقاط ضعفهم وعيوبهم ومطامعهم أمام الآخرين، بعضهم أجهش بالبكاء، وآخرون أظهروا جشعهم أو تذللهم، وما إلى ذلك من مشاعر وتصرفات عادة ما يحاول الناس إبقاءها بعيداً عن متابعة الآخرين.
عالم يمكن أن يوثق فيه كل شيء، تتابعك كاميرات المراقبة وأنت تختار ملابسك، وتعرف أنك توقفت لدقائق أمام محل باهظ الأسعار وترددت في الدخول، ويمكن لأي شخص أن يسجل مكالمتك معه، أو أن يترك هاتفه مفتوحاً بطريقة ماكرة، وأن يأخذ فقرة من حوار على مواقع مثل الواتس أب ليمررها إلى آخرين، هذا العالم، يعيد تقديم مرحلة جديدة من الإنسانية، والمفارقة، أنه ومع إنتاجه من أعلى درجات الوعي الإنساني وأقصى قدراته المعرفية، إلا أن ثيماته الأساسية تندفع لاستثمار الصفات الحيوانية في الإنسان، وتضعها أمامه ليشعر بالتفاهة وقلة الحيلة، ويدخل إلى الماتريكس، ليست بالضرورة وحشية كما قدمتها الثلاثية السينمائية المبنية على أفكار بودريار، ولكن آثارها ستكون مرعبة بشكل مختلف.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.