skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
فوضى..هي فوضى
Malik Athamneh3
مالك العثامنة
October 18, 2023
تعبيرية Photo by JJ Shev on Unsplash
مالك العثامنة -

فوضى..

ليست مفردة تعكس واقع الحال في الشرق الأوسط حاليا وحسب، بل هو عنوان مسلسل إسرائيلي “ناطق بالعربية والعبرية” عرضته منصة نتفليكس بمواسمه الأربع وشهد إقبالا على المشاهدة في العالم العربي نفسه من محيطه إلى خليجه.

تذكرت المسلسل وعنوانه في خضم كل تلك المتابعة المحمومة للأخبار القادمة من شرق المتوسط، وقد عصفت به الفوضى كزلزال له ارتداداته التي صار مداها يصل العالم كله.

كنت في فبراير الماضي من هذا العام أكتب مقالا عن المسلسل وإسقاطاته على واقع الحال في المنطقة، ومن تحضيرات المقال حينها كنت قد تواصلت مع مؤلفه “آفي ايساتشاروف”، وهو أيضا صحفي سياسي  ليتفق معي في أحد ردوده على تساؤلاتي على أن حل الدولتين انتهى، لكن آفي “وهو متخصص بالتحليل السياسي” أضاف وقتها عبارة تجد مكانها كنبوءة مبكرة “ومتوقعة جدا” اليوم، حين يقول  أن الحل انتهى لأنه لا يوجد شركاء سلام، لا يوجد شريك إسرائيلي ولا يوجد شريك فلسطيني كما يقول.

وفي فبراير الماضي،لم يكن مؤلف “فوضى” يرى أن حكومات يمينية تسيطر على الدولة مثل حكومة نتانياهو يمكن لها أن تعطي “حقوق مدنية أو سياسية” للفلسطينيين في الضفة، مما يضع الأمور رهنا للرعب القادم من الاحتمالات المفتوحة، طبعا في غياب شركاء السلام.

حسنا،

نحن أمام تداعيات فوضوية تتلاطم بين السلوك السياسي المحموم والإيقاع الدموي المنقسم بين القصف على غزة والرشقات منها. إيقاع إقليمي تجاوز اللعبة الدموية التقليدية بين إسرائيل وحماس إلى مرحلة متقدمة من الحروب.

ما يحدث اليوم، هو بالضبط الرعب الذي كان يمكن لأي عاقل أن يتوقعه في غياب أي حلول ممكنة، ومع كل انسداد في الأفق وهبوط سقوف الحلول إلى حد الضغط على الأرض فإن كل ما نراه ونتابعه منذ السابع من أكتوبر كان تحصيل حاصل.

هي فعلا فوضى، في مشهد مليء بالركام والقهر والإحباط والجميع، ويحاول السياسيون المؤثرون من قادة  في منطقة الشرق الأوسط عملهم في إبطال قنبلة الحرب الوشيكة، حتى صار المشهد “السياسي” مثل البحث بين الأسلاك المتشابكة الملونة عن السلك الذي يجب قطعه قبل أن ينفجر كل شيء. 

الثابت الوحيد بين كل التكهنات أن كل قواعد الاشتباك تغيرت، ولا نعني هنا الاشتباك بمعناه العسكري وحسب، بل حتى الاشتباك السياسي فقواعد اللعبة لم تعد نفسها، والأوراق المطروحة منذ زمن طويل على الطاولة لم تعد موجودة لا هي ولا الطاولة أيضا، ونذهب فيما يذهب إليه كثيرون بأن ما يحدث ضرورة في سياق زحزحة قارية ضخمة في منظومة العلاقات الإقليمية والدولية، قد يكون أثرها عميقا لا على العلاقات و حسب بل على الجغرافيا السياسية نفسها.

سياسيا، هناك جديد يمكن التقاط ملامحه الأولى في ذلك الموقف “الإقليمي” الذي يجد نفسه في سياق واحد تقريبا وقد كانت السعودية بحجمها الإقليمي المؤثر الأكبر في تحريكه نحو الأمام وقد أسقطت رهانات حكومة نتنياهو المنهجية والمشغولة بعناية قبل السابع من أكتوبر.

الموقف السعودي منح القاهرة جرأة اتخاذ القرار الوجودي بربط فكرة إخراج الأجانب من غزة بدخول المساعدات، ورفض فكرة “التوطين السينائي”، وربما كان ذلك كله زخما ضروريا من ذخيرة سياسية متماسكة حملها الملك الأردني في جولة مكوكية أوروبية مكثفة كانت تصريحاته فيها شديدة اللهجة ضد كل ما حمله بلينكن باسم حكومة اليمين الإسرائيلية.

جولة بلينكن تلك كانت الأكثر وقاحة في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية منذ كان الصراع في الشرق الأوسط، بدأها بتعريف نفسه يهوديا في “الدولة اليهودية” أكثر منه ممثلا للدولة الر اعية للعملية السلمية التي انتهت فعليا منذ زمن طويل، لكن بلينكن لم يتوقف عند التعريف الشخصي الذي استهل به زيارته بل حمل رسائل إلى دول الإقليم تحمل خطة إعادة توطين تتطلب تهجيرا قسريا  يبحث عن رعاية دولية تفرغ غزة من سكانها وتوزعهم على سيناء والفائض منهم على دول الإقليم، هكذا تتحدث التسريبات التي لم ينفها أحد لكنها ثبتت بردود الفعل العربية في العواصم التي زارها بلينكن يحمل خطة اليمين الإسرائيلي القديمة المتجددة.

كيف يمكن ان تربط ذلك كله في عالم يتحدث عن تنمية مستدامة ويبحث عن “سلاسل تزويد عالمية” باقتصاديات ضخمة ويخطط لمشاريع مثل طريق الحزام الصيني، أو الممر الهندي؟

أين بالضبط يجد هذا المقهور تحت الاحتلال نفسه في الطريق أو الممر؟ كيف يمكن لمقهور آخر في سوريا المنكوبة ان يبحث عن مكانه في هذا العالم وهو غارق في ركام فوضاه التي لم تنته بعد؟

ماذا عن العراقي او اليمني، او اللبناني ؟

هو شرق غارق في  فوضى متشابكة من موروث ضخم مزيج من الأديان والمعتقدات والأساطير التي توالدها بنفسه، وتلك العقائد والخلفيات التي يحملها الجميع ضد الجميع لا تجد نقاط اتفاق على الأرض وفي الواقع، والاستقطاب هو عنوان الحاضر الراهن، وللأسف، لا نملك إلا أن نتمنى أن يجد أحدهم – وبأقرب وقت ممكن- السلك الصحيح الذي يجب قطعه لإبطال قنبلة التفجير القادم ، والمؤقت على ساعة غضب مرتهنة على مزاج سياسي أحمق.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.