skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ابتذال المحلل السياسي
gettyimages-537364722
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
غرائزية ترامب وماسك تصبح "الحنجرة العميقة"
WhatsApp Image 2024-11-21 at 18.01.32
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
Glasser-Trump-NATO-2024
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
508037
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
كم صوتا ستجمع تايلور سويفت؟
74a9c2c4-3821-4d7b-965d-d158d1197a84
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
russia-war-ukraine-09222023-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
فوضى حواس أردني
Malik Athamneh3
مالك العثامنة
May 6, 2024
الملك عبدالله الثاني اثناء استقباله وجهاء وممثلين عن أهالي المخيمات في الأردن. @RHC
مالك العثامنة -

قبل أوسلو بأربع سنوات، تم افتتاح السفارة الفلسطينية في عمان، وبموافقة أردنية رسمية.

كان الخبر لافتا، لكن النكتة الطريفة التي تم تداولها أيامها كانت تحمل في طياتها مفارقات التعقيد في العلاقة الأردنية – الفلسطينية من وجهة نظر الدولة والمواطنة والوحدة وفك الارتباط والهوية “الوطنية” وكل ما تداعى بعد ذلك!

تقول النكتة: أن الطاقم الفلسطيني كلف خطاطا من العاصمة لكتابة اسم السفارة فوق بوابتها، وبينما كان الخطاط المسكين يكتب ( سفارة دولة فلسطين) حانت منه التفاتة خلفه ليجد بين الناس التي تراقب المشهد بعض عناصر الأمن الأردني، فعاد إلى اللافتة الرخامية وأكمل كتابته مجتهدا: لصاحبها جلالة الملك الحسين بن طلال!

قبل أوسلو، كانت النكتة تحمل طرافتها بين ضفتي النهر، فالدولة الفلسطينية لم تكن قامت بعد على أي جزء من الجغرافيا الفلسطينية المحتلة، والضفة الغربية قبل الاحتلال وبعده كانت دوما تحت الإدارة الأردنية ضمن مشروع وحدة “يراه بعض الفلسطينيين مشروع ضم” تم صياغة الدستور الأردني لعام ١٩٥٢ عليه، وهو الدستور القائم حتى اليوم بعد تعديلات عديدة أجريت عليه إلا تعديل “دسترة فك الارتباط”! وفك الارتباط هذا قرار فردي من طرف واحد أعلنه الملك الراحل حسين بن طلال عام ١٩٨٨، وينص على فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية!

بعد اتفاقية أوسلو..” معطوفا عليها اتفاقية وادي عربة بين إسرائيل والأردن”، جرت مياه كثيرة تحت الأقدام في موضوع القضية الفلسطينية والنزاع العربي – الإسرائيلي الذي جعلته أوسلو تحديدا نزاعا فلسطينيا – إسرائيليا.

وانتهينا اليوم بحرب غزة المدمرة لا للقطاع وحسب بمنهجية عدوانية متوحشة، بل دفنت أوسلو بكل معطياتها وفتحت الأبواب المغلقة لكل الاحتمالات الممكنة التي لم يتم وضع صياغاتها النهائية بعد، لكنها ستكون بلا شك متأثرة كما هي مؤثرة في تركيب الإقليم الشرق أوسطي الجديد، وهي في منتصف المجال الحيوي الأردني بكل ارتداداتها وتأثيراتها.

مع كل تلك الاحتمالات التي تحاول بلورة ذاتها لتتطور إلى سيناريوهات على الطاولة، فإن الأردن “وهو الأكثر استهدافا” لا يزال غامضا بشأن خياراته ومحجما عن المبادرة المبتكرة خارج الطرح المعلن “حل الدولتين”! ويبدو مما نقرأ ونسمع  فإن محيط صناعة القرار بكل شخوصه “ومواقعهم المتقدمة في الدولة”  مشغولون بين مداري المناكفات الداخلية والانكفاءات التي ترسم لهم حدود أمانهم الشخصي ( ولهذا مقال له مقامه قريبا في فوضى الحواس بالمشهد السياسي الأردني).

الأردن، الذي أخذ قراره الصحيح بالاستمرار – كدولة – في عملية التحديث السياسي ” واقتصادي حسب الممكن” وإداري هو ضرورة لإعادة المرونة في مفاصل المؤسسات، يدرك أن المتغيرات الإقليمية تؤثر عليه، وموجة ضغط الشارع الذي يملك حساسية عالية تجاه ما يحدث في غزة والضفة الغربية لها تداعياتها التي ستكون على شكل مخرجات في الانتخابات القادمة، وحسب قراءات رقمية قدمها مركز راصد فإن النتائج تشير إلى انزياح كبير نحو التيار الإسلامي الذي يتقن خطاب الشعبوية بمهارة، لا عن قناعة ببرامج سياسية أو برامج إدارة حكم يتقدم بها التيار الإسلامي بقدر ما هو انزياح نحو الشعارات التي تحاول الدفع نحو الحافة في اتخاذ القرارات غير المعقولة ولا الممكنة في كل موضوع القضية الفلسطينية.

هذا الانزياح كان من تجلياته الحراك المتظاهر حول مبنى السفارة الإسرائيلية المهجور في حي الرابية في عمان، والذي أرسل إشارات عميقة تتطلب مراجعات عميقة تتجاوز المقاربات الأمنية السطحية، إلى مقاربات أكثر عمقا حول مفهوم الوعي بالدولة والمواطنة وإعادة فتح ملف “الهوية الجامعة” التي تعرضت للشرخ عند اول منعطف جماهيري، يقابل كل ذلك خطاب “دولة” مهتز وغير واثق بكامل ارتباكه لا لأن الدولة لا تملك روايتها بل لأن من يحملون الرواية يتأرجحون على حبل مشدود من المحاذير “الوهمية” فكان التصعيد في الخطاب نحو تداعيات غزة يميل أحيانا إلى الانزياح نحو الشعبوية “بل ويغذيها” مما خلق خطابا مقابلا من لدن السلطة نفسها يميل إلى “الشعوبية” اليمينية ويغذيها.

كل هذا التأرجح كانت مساراته في لعبة صراعات داخلية بين قوى وأركان الدولة ومن حول صاحب القرار، رأس الدولة – الملك، والذي يقدم حتى اليوم الخطاب الأكثر تماسكا وقدرة على مخاطبة المجتمع الدولي والتأثير عليه بنجاح ملموس منذ بدايات ما بعد السابع من أكتوبر.

التسريبات – وهي كثيرة ويومية في عمان- تتحدث بصوت مرتفع أكثر هذه المرة عن تغييرات يحملها العاهل الأردني حين عودته من واشنطن التي يزورها حاليا بعد ترتيبات تم صياغتها على عجل هناك.

لن نخوض في تفاصيل التغييرات التي تنسجها صالونات عمان حسب الرغبات والأمنيات، لكن المؤكد حسب الحسابات السياسية الراهنة فإن التغييرات في الطابق الأول من نخب صناعة القرار صار استحقاقا ضروريا لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتنسيق الخطاب والسردية ” وهي مفردة عميقة ومهمة يستسخفها بعض المسؤولين في الدولة” ليتماهى الشأن الداخلي ويتكيف مع المتغيرات الإقليمية المتسارعة والتي قد تحتاج عدة خطاطين ولافتات أكثر في المنطقة كلها.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.