skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
فلسطين في الوجدان العالمي
Colette Bahna 2
كوليت بهنا
November 7, 2023
Social Media
كوليت بهنا -

في العام 2014 أطلقت مؤسسة فيلم لاب في مدينة رام الله في فلسطين نسختها الأولى من مهرجان أيام فلسطين السينمائية الذي بات تقليداً سنوياً منذ ذاك الحين ويعقد في شهر أكتوبر من كل عام بهدف وضع فلسطين على خارطة صناعة السينما العالمية والترويج للأفلام المحلية والدولية في مدن مختلفة داخل فلسطين متضمناً عروضاً لأفلام روائية وأخرى وثائقية إلى جانب حلقات نقاش وورش عمل احترافية للأفلام”.

الحرب على غزة الدائرة حتى الساعة عقب عملية “طوفان الأقصى” في السابع من شهر أكتوبر المنصرم، ألغت قسراً هذه الفعالية الحيوية في الداخل الفلسطيني، لكنها دعمتها بشكل آخر على مبدأ ” ربّ رمية من غير رامٍ”. إذ حرض إلغاء المهرجان في مثل هذه الظروف المضنية محبو فلسطين وشركاؤها لمبادرة هامة تمثلت بتحويل أيام السينما الفلسطينية من المحلية إلى العالمية، وفتحت منصات عرض عربية وعالمية عريقة في أكثر من 100 دولة حول العالم لاحتضان ودعم الفيلم الفلسطيني أو الذي يتحدث عن فلسطين، ضمن برنامج عروض محدد أو ترك الحرية لاختيار أفلام فلسطينية أخرى.

في أزمنة الحروب ونضال الشعوب من أجل حريتها واستقلالها ورفع المعاناة والظلم عنها كمثل مايعيشه الفلسطينيون منذ عقود، لايكفي توصيف مثل هذه المبادرات بالرافد الداعم فقط، بل هو موقف أخلاقي تاريخي يسجل لأصحابه ومطلب جوهري يمكن أن يدعم مثل هذه القضايا بقوة، بوصفه مناصرة عالمية تساهم في تحريض الرأي العام العالمي وتصويب الصورة التي يتم تغييبها أو تحريفها أو تشويهها من قبل قادة ومؤسسات سياسية وإعلامية ومنصات عالمية مناهضة تتحكم بسياسات العالم وتوجهه حسب إراداتها.

والسينما، بوصفها سرديات مرئية للتاريخ والمجتمعات البشرية، لعبت منذ عقود دورها الفاعل في التأثير الجمعي، فأدركتها قبل غيرهم جماعات اللوبي الصهيوني العالمي وقاموا بتوظيفها بالشراكة والتعاون مع صناع القرار العالمي وكبرى شركات الإنتاج السينمائي في هوليوود، وذلك لإعادة وتكرار سردية المظلومية التاريخية اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية والتي تمثلت بالمحرقة “الهولوكوست”. وهي واحدة من الفظائع التي تعرض لها الشعب اليهودي والتي أحسنوا توظيفها واستمرار دعم سردياتها وقصصها عبر السينما حتى اليوم، حتى باتت مفتاحاً لشهرة النجوم أو صناع الأفلام ومكافأتهم بلا حدود كلما تحدث أحدهم عن المحرقة أو قارب موضوعها بشكل أو بآخر.

بدورهم، أدرك صناع السينما في فلسطين بإنتاجاتهم وأدواتهم المتواضعة أهمية هذه الأداة المؤثرة بعد أن باتوا هم وقود لمحرقة وعمليات إبادة مستمرة من قبل(مظلومي الأمس)أنفسهم، وسارعوا بمفردهم أو بالمشاركة مع أصدقائهم حول العالم  لتقديم أفلام محلية وأحياناً عالمية رفيعة المستوى تتحدث  مباشرة أو تتمحور حول القضية الفلسطينية، وتلقفوا بفطنة مدى تأثير وأهمية هذه الأداة السلمية للمقاومة وذات الأثر المستدام. وراكموا في العقود الأخيرة عدداً لايستهان به من الأفلام الفلسطينية الروائية أو الوثائقية التي تشكل بمجموعها ذاكرة موجعة لشعب لايزال يعاني تحت الاحتلال.

وعليه، فإن مبادرة “أيام فلسطين السينمائية” الجارية في مثل هذه الأوقات التي تنادى إليها شرفاء العالم مبادرة شديدة الأهمية، المطلوب منها، بعد انطلاقها العالمي هذا العام، ألا تتوقف أو ترتبط بتاريخ معين أو تتحرك إثر حرب أو حدث سياسي أو عدواني ما، بل أن تصير منطلقاً وعرفاً دائماً يفترض استمرار عرض الفيلم الفلسطيني في كل مكان وشهرياً على الأقل. كما أنها مبادرة يفترض أو يأمل المرء أن تحرض أصحاب الضمائر من صناع القرار السياسي العربي والأثرياء العرب لضخ المزيد من المال خدمة للفيلم الفلسطيني، بوصفه مرادفاً للمساعدات العينية التي تقدم للشعب الفلسطيني، لايقل أهمية عن الدواء.

قبل أيام وقع أكثر من 200 ممثل وفنان بريطاني  بينهم (تيلدا سوينتن وتشارلز دانس ومايك لي وغيرهم) على رسالة مفتوحة تدعو إلى الوقف الفوري للحصار والقصف الإسرائيلي على غزة. وفي هوليوود بذاتها قام 55 نجماً ونجمة من بينهم (واكين فينيكس وكيت بلانشيت وسوزان سارادون وغيرهم) بتوجيه رسالة للرئيس بايدن لايقاف الحرب في غزة والتضامن مع الأبرياء، وبكلمات مؤثرة تقول “نحن نرفض أن نروي للأجيال القادمة قصة صمتنا ووقوفنا مكتوفي الأيادي دون أن نفعل شيئاً لأن التاريخ يراقب”.

هذا التحرك الفعال لنجوم الفن والسينما في العالم، يؤكد مدى عمق الألم العالمي على معاناة الفلسطينيين، وأن فلسطين احتلت وجدان العالم بعد طول تغييب، وأيضا أهمية التناغم بين الفنان وفنه والتزامه ودعمه للحرية والعدالة والكرامة والإنسانية التي تشكل عمق الفنون وأسسها، وتؤكد نجاح الفلسطينيين في إيصال صوتهم، المطلوب أن يزداد تأثيراً وقوة، ودعمه في كل الأوقات، والسينما بوصفها واحدة من أجمل وأكثر الأدوات القادرة على رفع هذا الصوت، ليصل صحيحاً كما يجب.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.