skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ابتذال المحلل السياسي
gettyimages-537364722
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
غرائزية ترامب وماسك تصبح "الحنجرة العميقة"
WhatsApp Image 2024-11-21 at 18.01.32
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
Glasser-Trump-NATO-2024
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
508037
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
كم صوتا ستجمع تايلور سويفت؟
74a9c2c4-3821-4d7b-965d-d158d1197a84
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
russia-war-ukraine-09222023-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
غزة: انتقائية تطبيق القانون الدولي واستنسابية حقوق الإنسان 
Mona
منى فياض
October 27, 2023
تعبيرية EKATERINA BOLOVTSOVA @Pexels
منى فياض -

امتعض بوتين من تشبيه البعض له بحماس. أما السيد زيلينسكي، الذي تعرض بلده للاحتلال من قبل نظام السيد بوتين، وتعاطفنا لأننا اعتبرناه احتلالاً كما هي فلسطين، ولأن روسيا تدمّره على غرار تدميرها لسوريا. ومع ان حظه كان افضل من حظ هذه الأخيرة لأن الغرب انحاز للدفاع عن الشعب الاوكراني وكان قد تخلى عن الشعبين العربيين الفلسطيني والسوري. زيلينسكي هذا وقف الى جانب الاحتلال الإسرائيلي العنصري في هجومه الوحشي المستمر دون توقف، وفي وارتكابه لأفظع جرائم الحرب وممارسة الإبادة الجماعية، بحق المدنيين الأبرياء في غزة.  
وهذا موقف منافق وغير أخلاقي يصدر عن ضحية تتصرف كجلاد مع ضحية اخرى عانت منذ 75 عاماً اضعاف ما تعانيه هي اليوم، فيقف الغرب مع إسرائيل لتدمير غزة ذات الـ 360 كم مربع، بينما يستنفر جميع قواه دفاعاً عن أوكرانيا. 
أما الرئيس الروسي، الذي يعتدي على الشعب الأوكراني بعد السوري، فيبدي قلقه على القتلى المدنيين في غزة، متناسياً القتلى المدنيين السوريين الذين قضى عليهم في بيوتهم ومدارسهم، والافران والمستشفيات ببراميله المتفجرة.  
والانكى نفاق إيران، فهي أيضاً تشجب مجازر إسرائيل الوحشية في غزة، وقد يدفعها شدة تعاطفها مع الفلسطينيين حد تشجيع حزب الله المشاركة في الحرب الدائرة في غزة، بعد ان تنصلت من مسؤوليتها تجاه أفعال حماس. وهنا ايضاً، تجاهلت افعالها في سوريا، فانبرت لتدافع عن أهل غزة كلامياً، فيما تمتنع عن تجسيد شعاراتها في القضاء على إسرائيل وتحرير الأقصى كما أعلنت دائماً. فلماذا عليها ان تهدر الدم الإيراني بوجود لبنان، البلد المهترئ ومن دون رئيس ولا حكومة، الذي تدفعه الى المعركة دون ان تسأل عما سيحدث للمدنيين اللبنانيين الذي يفتقرون لكل مقومات العيش من دون حرب، فكيف بحرب ايضاً؟ 
السؤال الآخر المشروع: اين يا ترى كان ضميرها عندما دفعت بحزب الله وببعض خبرائها وقواتها للقيام بالمجازر ضد السوريين لحماية نظام الأسد المؤتمر بأوامرها؟ افليست هي نفسها من استعانت بطائرات وبراميل بوتين عندما كانت على وشك خسارة الحرب امام المقاومين السوريين عام 2015؟ 
فنجحت في إبقاء الأسد في السلطة حتى الان، على حساب ما يقرب من المليون شهيد من المدنيين السوريين، ناهيك عن المعتقلين، وتهجير ما يقرب من نصف الشعب السوري، واحتلال ارضه وزرعها بمحتلين شيعة أفغان وغير أفغان في قراهم وبيوتهم. 
كل هذا يظهر ازدواجية إيران ونفاقها. ان جميع المواقف التي تتخذها لا ترمي الا للحفاظ على نظامها الذي يقمع شعبه، تحت شعارات براقة وباستخدام الدم العربي في كل ذلك، وتحت شعار تصدير الثورة وتحرير القدس والقضاء على إسرائيل. 
انه النفاق في ابهى صوره. بحيث ان قادة من حماس، ومنهم رئيس المكتب السياسي في الخارج خالد مشعل، اعتبروا أنّ المطلوب من الحزب وإيران المزيد من المساعدة لغزّة. كما صرّح أحد قياديي حماس في بيروت ان “إيران غدرت بنا”، على ما نقلت صحيفة السياسة الكويتية في 19 من الشهر الجاري. 
أما الغرب فلا يقل نفاقاً وازدواجية، بحيث استعاد بسرعة البرق وجهه الاستعماري البشع الذي كدنا أن ننساه، والبعض استعاد ذاكرة الحملات الصليبية، فنجده وقف بقضّه وقضيضه خلف إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، معطياً الضوء الأخضر لإسرائيل لتمارس اقصى درجات العنف لتثأر وتنتقم لكرامة جيشها المثلومة الذي أفقدته عملية طوفان الأقصى سمعته كالجيش الذي لا يقهر.  
انه نفس الغرب الذي يدين احتلال أوكرانيا، نجده يميّع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين، ويمنع تحقيق حل الدولتين، فيدافع عن حق إسرائيل بالقتل المفتوح بعد 7 أكتوبر، إلى حد الإبادة الجماعية. وإسرائيل في حربها تركز على المدنيين الأبرياء قبل المقاتلين، لتهجيرهم و«طمأنة» الشعب الإسرائيلي الذي فقد ثقته بنفسه وبحكامه؛ بعد ان قسمته سياسات نتنياهو الذي لا يهمه سوى حماية نفسه من السجن بتهمة الفساد، والآن التقصير. 
كل هذا يعيد الحياة الى الكليشيه التقليدي عن “إسرائيل كقاعدة متقدّمة للغرب في الشرق الأوسط”، غير المسموح بإضعافها وتعريضها للخطر الوجودي. فوظيفتها تأمين وجود قاعدة استعمارية تضعف قوى الدول العربية. 
ولأن هذا الغرب لم يلق بالاً بالقانون الدولي ولا بقرارات الشرعية الدولية، التي أصدرها بنفسه. وصلنا الى ما وصفه غوتيريش نفسه “نحن نعيش في شريعة الغاب، متسائلاً: ما العمل لتطبيق القرارات الدولية؟”. 
لنتبين ان الغرب يطبق القانون الدولي بشكل انتقائي، ويتعامل مع حقوق الإنسان بشكل استنسابي وتقف عدالته عند حدود الدول الغربية وتختلف باختلاف الأعراق والأديان. 
المشترك الوحيد الجامع بين الشرق والغرب: الإرهاب الفكري. ففي الغرب يشعر المهاجرون العرب بالخوف من الاتيان على ذكر فلسطين او التضامن مع الفلسطينيين كي لا يتهموا بالداعشية واللاسامية. فمنذ 7 أكتوبر انحاز الاعلام الغربي، كما الحكومات، بشكل فاضح الى الرواية الإسرائيلية. وفجأة ضاقت حرية التعبير، بعد ان كانت تسمح بكل التجاوزات في التهجم على الدين الإسلامي بحجة قدسية حرية التعبير وحقوق الانسان.   
اما في العالم العربي والإسلامي فلا يجدر بنا توجيه أي تساؤل حول ما قامت به حماس في عملية “طوفان الأقصى”. هل هيأت لسكان غزة ملاجئ تحميهم او كرست نفقا من أنفاقها للمدنيين؟ هل خزنت ما يكفي من مؤونة نظرا لخطورة العملية التي كانت تهيئ لها؟ صحيح انها كانت عملية نوعية غير مسبوقة وشكلت ضربة معنوية كبرى وتسببت بخسائر ضخمة وزعزعت معنويات جيش قيل انه لا يقهر وبرهنت عن فشل مخابراتي دحض كل دعاياتهم بالتفوق. ووفرت للشعوب العربية كرامة يفتقدونها.  
لكن السؤال البارد البراغماتي، هل فكرت باليوم التالي؟ ما الذي تريد تحقيقه حماس او خططت له؟ هل القضاء على إسرائيل كما تعلن؟ وهل ستتمكن من ذلك حقاً بهذه الحرب؟ أم تريد حصر القرار الفلسطيني في يدها؟ ما هو مطلبها السياسي؟ 
لم تعلن حماس انها تريد تحقيق مطلب الفلسطينيين والعرب بحل الدولتين وتطبيق قرارات الشرعية الدولة وحفظ حقوق الفلسطينيين بوطن حر سيد مستقل. أي تطبيق مقررات قمة 2002 في بيروت.  
فهل يستحق ان يكون تدمير غزة هو ثمن انتشاء الجمهور العربي بالنصر لعدة ساعات؟ وهل علينا انتظار تغير مزاج الرأي العام الغربي ليضغط على حكوماته كي تعدّل سياساتها؟ 
وهل نستمر في تخوين القادة العرب دفاعا عن شعارات حماسية لا تحقق سوى لحظات نصر خاطفة تغرقها انهر من الدماء التي يتسترخصها مطلقو الشعارات الرنانة؟ 
بعد مرور أربعين عاما على الهجوم- الذي أسفر عن مقتل 241 جنديا من مشاة البحرية الأميركية. وهو كان أكثر الهجمات الإرهابية دموية ضد الأميركيين. وبعد ان هددهم نصرالله بأنهم سيأتون عامودياً الى بلادنا ويعودون منها أفقياً، نجد انهم استعادوا حضورهم في المنطقة بشكل اقوى من أي وقت مضى. 
وعلى أمل ان لا يكون كل ما نسمعه مجرد شعارات يتهرب مطلقيها عند أول انعطافة. فحقوق الفلسطينيين لا تستعاد بالمزايدات الإيرانية ولا بالازدواجيات الغربية. 
وعلى امل ان يفضي حراك النظام العربي تجاه هذه الحرب العمياء الى حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية. 

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.