skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عودة "سيد الحرب" Lord of War
Colette Bahna 2
كوليت بهنا
January 23, 2024
الممثل الأمريكي نيكولاس كيج في مشهد من فيلم (Lord of War)
كوليت بهنا -

في معظم النزاعات السابقة أو المستمرة، أو مع نشوب أي نزاع جديد غير متوقع، يفاجىء العالم باستمرار بحجم التسلح المسبق قبل وقت طويل من انطلاق شرارة النزاع. فإن كان العالم ينتج “في كل عام 12 مليار رصاصة، أي مايكاد يكفي لقتل كل شخص في العالم.. مرتين” بحسب منظمة العفو الدولية. يمكن برؤية سوداوية توقع أن يفوق احتياط السلاح احتياطي المياه والغذاء وعدد سكان العالم عما قريب، وضرب المعاهدات الدولية للحد من الأسلحة والتسلح عرض الحائط.

من يقف وراء هذا الجنون كله في التسلح والتسليح؟؟

سؤال يجيب عليه فيلم “سيد الحرب” بوضوح مباشر وواقعية فجة. وهو فيلم رغم إصداره في العام 2005، أي مايقارب العقدين، مازال يشكل مرجعية سينمائية هامة حول موضوعة بيع السلاح، بما حمله من حيادية سياسية بالغة الأهمية، وبما حمله من معلومات موثقة عن مرحلة زمنية وحجم العائدات التي تدرها تجارة السلاح ومن يقف خلفها وأنواع عملياتها البيضاء الحكومية الشرعية، والسوداء غير الشرعية، وأيضاً الرمادية، والأخيرة هي التي تشكل نواة الفيلم وتتمحور أحداثه حولها.

يعتبر “سيد الحرب” أحد أهم الأفلام التي شارك بها النجم العالمي نيكولاس كيج، وهو من كتابة وإخراج أندرو نيكول، تم تصويره في جمهورية التشيك وجنوب افريقيا وظهرت واستعملت به أنواع متعددة من الأسلحة الحقيقية. ورغم أن الفيلم لم يشر إلى ذلك صراحة، لكن أحداث الفيلم تقود إلى تقاطعات هامة مع السيرة الذاتية وقصة (فيكتور بوت) أحد أخطر تجار السلاح في العالم، المعروف بالجاسوس وتاجر الموت الروسي، والذي كان برتبة ملازم في جيش الاتحاد السوفيتي سابقا، وتمكن الكرملين من الافراج عنه من أحد سجون الولايات المتحدة نهاية عام 2022.

من الناحية الفنية، بني فيلم “سيد الحرب” برؤية روائية تسرد فيها القصة على لسان الراوي صاحب الحدث، أي تاجر السلاح الروسي الأوكراني يوري أورولوف، متبعاً الأسلوبية الدائرية الجذابة التي تعود بها الخاتمة إلى نقطة انطلاق الحدث في المشهد الأول. وفيما بين البداية والنهاية، يستعرض الفيلم حياة يوري الذي اعتنقت عائلته الديانة اليهودية للهروب من كييف، ومن ثم حياته غير المجدية في “ليتل أوديسا”، وهي أحد ضواحي نيويورك التي استوطنها المهاجرون الأوكرانيون ورجال المافيا الروسية الذي نقلوا معهم تاريخهم وكانت الجريمة أمراً معتاداً ويومياً في هذه الضاحية.

وسط هذه الأجواء التي تعود إلى زمن الثمانينات وفي أوج الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفيتي سابقاً، وحيث يعتبر عدد متاجر بيع السلاح في أميركا أكثر من سلسلة مطاعم (مكدونالدز)، سيبتدىء نشاط يوري المحلي بين العصابات قبل انتقال عملياته إلى النطاق العالمي، معتبراً أن الثروة الحقيقية تكمن في الحروب الفعلية بين البلدان، مفتتحاً أولى صفقاته الدولية في لبنان عقب تفجير مقر المارينز في بيروت سنة 1983، والتي سيغنم منها الكثير، حيث يباع السلاح الأميركي فيها بالكيلو من قبل ضباط مرتشين، ولأن القوات الأميركية حين تخرج من منطقة حرب لاتأخذ أسلحتها بسبب تكلفة إعادتها التي تفوق كلفة شراء شحنات جديدة.

سيبيع يوري الذي يحمل عدداً من جوازات السفر المزورة السلاح للجميع، ويلعب على المتناقضات، فيبيع المسلمين أسلحة من صنع إسرائيل ويبيع الفاشيين رصاصاً من صنع الاشتراكية. وبحلول منتصف الثمانينات ستغذي أسلحته ثمانية من كبرى مناطق الحرب في العالم، مستخدماً الرشوة لشراء ذمم رجال المخابرات عبر العالم، ومعتبراً أن الطغاة والديكتاتوريين أكثر من يحافظ على الأولويات وأنهم يسددون فواتيرهم في مواعيدها، متقاضياً المخدرات كثمن بدل المال أحياناً، أو ألماس الدم الذي يمول سفك الدماء.

سقوط الاتحاد السوفيتي سنة 1991، سيكون أعظم هدية يتلقاها يوري، وسيفتح له المال الأبواب المصفحة للقواعد العسكرية الروسية وبيع أكبر مخزون أسلحة في التاريخ، وبشكل خاص (الكلاشينكوف) البندقية نصف الآلية الأكثر جودة وشهرة وشعبية في العالم، والتي صارت منذ نهاية الحرب الباردة أعلى صادرات روسيا تليها الفودكا والكافيار بحسب الفيلم. وستتوجه معظم هذه الأسلحة نحو السوق الكبرى في أفريقيا، لتغذي11 نزاعاً رئيسياً شاركت فيه 32 دولة في اقل من عقد.

في سرديته لتجارة السلاح، سيذكرنا” سيد الحرب” تباعاً بالقواعد الرئيسة لتجارة السلاح، وهي عدم الانحياز لأي من طرفي النزاع، والتحلي بالدم البارد وعدم التعاطف أو الاكتراث إن كانت تجارته هذه تسفك دماء مقاتلين عسكريين أو ثواراً أو مدنيين، وهو مقتنع تماماً أن قدره في بيع السلاح إنما يكمن في إشباع حاجة بشرية بدائية، وهي القتل، معتبراً أن أكبر تكلفة يتكفلها تاجر السلاح هي: السلام. 

في المراجعة السنوية للصراعات التي أعدها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مؤخراً، جاء أن العام 2023 سجل 193 نزاعاً مسلحاً إقليمياً في العالم، وهو الرقم الأعلى منذ 30 عاماً، كما أن ربع سكان العالم أي نحو (ملياري شخص) يعيشون في مناطق متأثرة بنزاعات. ومناسبة الحديث عن هذه الإحصائية، هو عودة “سيد الحرب”، الذي سيتم تصويره في جزئه الثاني في شهر آذار/مارس المقبل.

“سيد الحرب” بجزئه الثاني، سيكون مجدداً من بطولة نيكوس كيج، وإنتاج مغربي للمنتج كريم دباغ، حيث سيستقبل المغرب تصوير معظم المشاهد الرئيسة إضافة إلى التصوير في كل من ليبيا ومصر والسنغال ومالي وبلدان شرق أوسطية لم تحدد بعد. ولكن يمكن للمرء بعد مشاهدة الفيلم بجزئه الأول، أن يخمن الأحداث والنزاعات التي سيتم اختيارها من بين 193 نزاعاً في الوقت الراهن كما جاء في الفقرة السابقة، وأن يتوقع هويات أهم زبائن السلاح منذ تسعينات القرن الفائت، وهو الزمن الذي توقف فيه الفيلم عن سرد أحداثه.

بانتظار عودة “سيد الحرب” بجزئه الثاني، والمفاجآت التي سيكشفها في صولاته وجولاته ورحلاته المثيرة، مؤكداً كما قال إنه شر لابد منه، لأنه وبحسب ما جاء الفيلم فإن” أكبر تاجر سلاح هو الرئيس الأميركي الذي يشحن بضائع يومياً تفوق ما يشحنه سيد الحرب خلال عام، لكنه يكون محرجاً أن يضع بصماته على هذا السلاح، ويحتاج لرجل أعمال حرّ لينوب عنه”.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.