skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
wk_39985_26936_large
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
0807 OUKRIOTS riot lede
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
August 14, 2024
تعبيرية
WASHINGTON, DC - FEBRUARY 16: U.S. President Joe Biden speaks before a screening of the movie Till in the East Room of the White House February 16, 2023 in Washington, DC. The film is based on the true story of Mamie Till-Bradley, who pursued justice after the murder of her 14-year-old son Emmett Till in 1955. (Photo by Drew Angerer/Getty Images)
كرم نعمة -

قبل أن يضع الرئيس الأمريكي جو بايدن قدمه اليمنى في البيت الأبيض قبل أربع سنوات، مارست عليه صحيفة نيويورك تايمز نوعا من الضغط الفكري عندما دعت 22 كاتبا وسياسيا إلى اقتراح الكتب التي يجب على الرئيس الجديد قراءتها قبل أن يرسم استراتيجيات بلاده.

فالروائية المغربية الأمريكية ليلى العلمي الحاصلة على جائزة بوكر عن روايتها “حكاية المغربي”، اختارت كتاب “عدم المساواة” للمؤلف آدم كوهين لتقترحه على بايدن، في رسالة معبرة عن الملايين من المهاجرين التواقين للحلم الأمريكي، وكأنها تقول أنا لست أمريكية، لكنني أمريكية وإن شكك سياسيون عنصريون بذلك.

وكتاب عدم المساواة يكشف بشكل عميق اللغط الذي يثار بشأن حقوق الفقراء مع وجود قضاة يمينيين في المحكمة الأمريكية العليا، الأمر الذي يهدد الحقوق الإنجابية وحق المواطنة، والهجرة، والمساواة، والزواج. في النهاية كتاب كوهين رسالة عالية الحساسية بشأن تقويض حقوق الفقراء والمحرومين مع حماية الشركات الكبرى.

أما أنا فسأقتبس فكرة صحيفة نيويورك تايمز بطريقة “فلاش باك” وأفترض على بايدن وهو على وشك الخروج من البيت الأبيض أن يعود إلى رسالة كتبتها الشاعرة الأمريكية المنتحرة سيلفيا بلاث عام 1950، بعد أن نستبدل كل كلمة الشيوعي في الرسالة، التي كانت سائدة آنذاك، بمفردات مضللة اليوم مثل “إرهابي” “إسلامي” “متطرف” “عربي” فلسطيني”… وبدلا من أن تذكر الشاعرة سيلفيا الرئيس هاري ترومان، نضع اسم بايدن. ويمكن لقراء هذا المقال إن يكملوا هذه القائمة بما يشاؤوا مما يسمعونه اليوم من توصيفات ملتبسة بدلا من مفردة شيوعيّ آنذاك.

بدت لي المقارنة المتأخرة كل تلك السنين ملهمة ومقلقة في الوقت نفسه. بمجرد أن يتحول تجويع ومقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مجرد رقم يمر على إدارة بايدن من دون أن تتأمل الإدانة التي يجب أن تعلق شارة العار عليها! لماذا؟ لأنه ببساطة ما كان لإسرائيل أن تمارس غطرسة القتل لولا التواطؤ والسلاح الأمريكي. ذلك ما تذكره الشاعرة سيلفيا بطريقة ما، وإن لم تعش إبادة غزة!

تكتب سيلفيا بلاث إلى إدوار كوهين وهو قارئ قام بمراسلتها من شيكاغو حتى عام 1954، ومن سوء حظه شهد انتحارها عام 1963، كما لمس فيما بعد فشل الديمقراطية السامة في بلاده وكيف كانت تريد فرضها بالقوة على الآخر، حتى وفاته عام 2008. وكأن بقاءه حي بعد وفاة سيلفيا كي يكون شاهد عيان على ما كتبته عن الولايات المتحدة بوصفها من أكبر دعاة الحرب.

تستعيد سيلفيا في رسالتها جملة من منتج أفلام أمريكي عندما قال “قد نكون متعبين من الحرب، لكن من الأفضل مواصلة القتال؟” وتقول من المفروغ منه إن لا أمريكي يستطيع تحمل وجوده في معسكر اعتقال روسيا الشاسع، فهل سيتعين عليهم ارتداء زي عسكري موحد للذهاب لمشاهدة فيلم الحرب؟ “يمكن أن نستبدل روسيا هنا بفيتنام، العراق، أفغانستان، غزة. حدثت تلك الحروب، بينما سيلفيا ذهبت إلى العالم الآخر”.

تجيب سيلفيا بما تكتبه الصحف الأمريكية آنذاك، ومن السهولة بمكان استخدام نفس المانشيتات القديمة لتدل على نفس معنى ما يحدث اليوم في غزة مثلا.

تقول: يمكنك قراءة عبارات مقتبسة مثل: “عندما يتم الاتصال بي سأذهب إلى الجيش”. “بالتأكيد سأذهب” لكنهم لا ينشرون رسائلك التي تعبر عن مشاعرك، ماذا عن الذين يفكرون بأنفسهم ولا يحتاجون إلى كلمة من الرئيس هاري ترومان لإخبارهم متى ستنتهي عشرون سنة من العيش؟ وماذا عن الفتيات مثلي، اللائي يرغبن في العيش والحب على أرض صلبة؟

لو تدرين يا سيلفيا كمْ صحافيا تم اقصاؤه اليوم لمجرد أنه أظهر موقفه الرافض لإبادة وتجويع أهالي غزة. آه لو يسمح لك الموت، فماذا ستكتبين؟

حتى تصل بالقول أنا أفضّل أن يكون نصف العالم مستعبدا عن التوعد بشن حرب لإنهاء الحروب، ذلك لن يضيف سوى المزيد من الخراب والفساد. تقول: إنه ليس من الطبيعة البشرية أن تقتل، أنا إنسان، ولدي تقديس كبير للحياة وسلامة الفرد، لكن سيتم اعتبارك شيوعيا في الوقت الحاضر إذا وقعت على نداءات إحلال السلام، “اليوم يعتبرونك إرهابيا لو وقعت على نفس تلك النداءات” هم ينقلون كل الكراهية التي تشبعوا بها من قبل. هل تدرك أنك “تخاطب سيلفيا مراسلها” إذا ذكرت وجهات نظرك هذه فإنك بلا شك ستعتبر شيوعيا، ذلك لأن كل شيء لا يتفقون معه شيوعي، حتى لو كنت مع السلمية، فأنت شيوعيّ، يحملون افقا ضيقا بحيث لا يمكنهم تقدير أي شخص يعبر عن رغبته في الحياة والسلام أكثر من السيطرة على العالم، اشعر بالرعب عندما أفكر كم أننا مذنبون، أننا بشكل ما من دعاة الحرب أيضا.

بل تحولت -يا سيلفيا- الحرب إلى طريق شائن وملفق بذريعة جلب الحرية للشعوب عند الإدارات الأمريكية.

بدت لي هذه الاستعارة والاقتباس من رسالة كتبت عام 1950، ملهمة لأن كسر مثل هذه الحواجز أمر مهم، ومقلقة لأنها قد تغري السياسيين الأمريكيين بالتركيز على الأسلوب والرمزية الخادعة على حساب الجوهر.

ويتجلى هذا الخطر بشكل واضح وكبير في قضية إبادة غزة وقتل وتهجير أهلها. ولعل القضية الأكثر مدعاة للذنب الأمريكي وفق تعبير سيلفيا بلاث بالأمس، هي دعم الحكومة الأمريكية للحرب الوحشية التي يشنها نتنياهو على المدنيين الفلسطينيين اليوم. لقد شهدنا تحولا في اللغة السياسية الأمريكية عندما يتم الحديث عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير، لكن الأطفال الفلسطينيين لا يستطيعون أكل الكلمات التي يتم تناقلها بسرعة واهتمام من على الشاشات. بينما هم يموتون من الجوع ومن القذائف القاتلة.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.