skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

فيروز لولا فيلمون وهبي
390555a5-9d7b-4845-833f-631798e8d0b4
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ابتذال المحلل السياسي
gettyimages-537364722
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
غرائزية ترامب وماسك تصبح "الحنجرة العميقة"
WhatsApp Image 2024-11-21 at 18.01.32
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
Glasser-Trump-NATO-2024
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
508037
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
كم صوتا ستجمع تايلور سويفت؟
74a9c2c4-3821-4d7b-965d-d158d1197a84
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
دسائس الفاتيكان
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
December 15, 2024
كرم نعمة -

إذا افترضنا أن مرجعية النجف هي المعادل الديني أو الطائفي للفاتيكان، فيحق لي أن أتوق إلى ما يشبه “الوهم” لأجد من يصنع لنا فيلما على غرار “الاجتماع السري” (Conclave) للمخرج إدوارد بيرغر الذي يحتفى به من بين أروع العروض السينمائية في عطلة رأس السنة منذ أسابيع.

هذا الفيلم المأخوذ من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب والسياسي في حزب العمال البريطاني روبرت هاريس، يكشف لنا أن خلف الورع المغلف باسم الرب ووصايا السيد المسيح، هناك ما يكفي من الدسائس والأكاذيب والضغينة والفساد والاغتصاب في الفاتيكان، للوصول إلى كرسي البابوية! بينما هناك أيضا من الفساد في مرجعية النجف والصراع على خلافة علي السيستاني ما يكفي لتهشيم الهالة المزيفة التي تحيط بالمرجعية المثقلة بالدماء والأموال!

فيلم “الاجتماع السري” المذهل يدفعني إلى التوق لإيجاد معادل عراقي أو عربي له، مع أنني على يقين ليس هناك من يجرؤ على هذه المجازفة كي ينتهي بموت عبثي، لكن لمَ لا وهناك رجل دين حد الابتذال الطائفي صنع فيلما مثقلا بالخواء الشنيع بعنوان “سيدة الجنة” عندما جعل من نفسه شاهد عيان على تاريخ السيدة فاطمة ابنة الرسول محمد (ص).

بطل الفيلم الممثل رالف فاينس يقود الصراع على الكرسي البابوي في دور عميد مجمع الكرادلة، وهو المنصب الذي يضعه بالمرتبة الثانية في الأقدمية بعد البابا، وهكذا يكون الشاهد في صراع خسيس على خلافة البابا بعد موته المفاجئ.

والمرشحون هم كرادلة من الولايات المتحدة وإيطاليا ونيجيريا وكندا، حتى يتفاجأ الجميع بوصول رئيس أساقفة أفغانستان (الممثل كارلوس دييز) الذي يدعي أن البابا عينه كاردينالا في كابول سرا خشية على حياته وله حق المشاركة في التصويت.

في هذا الصراع الشائن تنفتح أمامنا أبواب الفاتيكان السرية لنكتشف أن الطقوس الورعة مجرد زيف لغوي مثقل بالنصوص الباهرة للكتاب المقدس، بينما وصايا السيد المسيح تتحول إلى مكائد ساخرة في حرب اختيار البابا الجديد.

كما نكتشف أن خلف مشاهد الورع التي يظهرها الكرادلة قنابل من الكراهية الدينية والعنصرية فيما بينهم.

نتعرف على الممثل سيرجيو كاسيليتو الذي يلعب دور الكاردينال تيديسكو الكاثوليكي المتشدد حد أن يسخر بعنصرية من التاريخ الإسلامي، كما يُظهر في لحظات التوتر والكراهية المزيد من العداوة الوحشية والطموح لحرب صليبية ضد الإسلام ومنع التواصل مع المسلمين!

خلال التصويت هاجم انتحاري الفاتيكان، ما أسفر عن مقتل العديد من الحشد المتجمع أمام المبنى، فألقى تيديسكو باللوم على الإسلاميين ودعا الكنيسة إلى خوض حرب ضد الإسلام. فرد كاردينال كابول بأن العنف لا ينبغي أن يُقابل بالعنف، لأنه رأى الكلفة الحقيقية للحرب. كما شبه الحرب بالقتال الجاري بين الكرادلة على كرسي البابا، طالبا من الكنيسة أن تعمل بالحب وليس السياسة والتركيز على المستقبل وليس العودة إلى الماضي.

هكذا تأثر الكرادلة! وانتخبوا كاردينال كابول ليكون البابا الجديد، لكن المفاجأة لم تنته هنا عندما نكتشف أن هذا الكاردينال المنتخب للكرسي البابوي ولد ثنائي الجنس (خنثى)!

تبهرنا في هذا الفيلم التقاليد الغامضة والغرائب الفريدة للطقوس الكاثوليكية في الفاتيكان. وتكمن جاذبيتها في عالميتها بوجود كرادلة من مختلف الأجناس والألوان والدول. فهو إذا قصة صراع على السلطة، إذا أزيلت العباءات والأحزمة العريضة والقلنسوات الحمر، ويمكن أن يكون مثل أي انتخابات سياسية، أو قصة مناورة دبلوماسية خلف الأبواب المغلقة.

قد نظن أن التواجد في غرفة مغلقة مع مجموعة من الرجال المسنين المتغطرسين الذين يحاولون خداع بعضهم البعض لن يكون أمرًا ممتعا. لكن صدقوني هي المكان الأمثل للزيف السياسي والطائفي كما حدث في الفاتيكان ويحدث في أقبية حوزاتنا المغرقة بالعتمة على الأغلب!

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.