skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
حفرة أفغانستان الكبرى"العهد" The covenant
Colette Bahna 2
كوليت بهنا
February 6, 2024
مشهد من الفيلم
كوليت بهنا -

“في السابع من أكتوبر، ورداً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية على الولايات المتحدة، تم نشر 1300 جندي اميركي في أفغانستان. وبحلول ديسمبر 2011 زاد عدد القوات الى 98 ألف جندي، ووظف الجيش الأميركي 50 ألف مترجم أفغاني ووعدهم بتأشيرة دخول الى الولايات المتحدة”.

بهذه المقدمة، يفتتح فيلم “العهد @The Covenant” أحداثه التي تدور في أفغانستان في شهر مارس من عام 2018، أي قبل ما يقارب أربع سنوات من انسحابها النهائي من المستنقع الأفغاني نهاية أغسطس 2021. وهو فيلم دراما حربية تم تصويره في اسبانيا وأنتج في العام 2023 من سيناريو وإخراج جاي  ريتشي وبطولة جيك جيلينهال بدور المقدم حون كينلي والممثل العراقي الدنماركي دار سالم بدور المترجم الأفغاني أحمد.

ماإن يفتتح فيلم العهد مشاهده الأولى، ستعود بك الذاكرة إلى عدد من مشاهد فيلم(خزانة الألم) المنتج سنة 2008 لمخرجته كاترين بيغلو، التي اعتبرت أول مخرجة امرأة تحصل على أوسكار أفضل فيلم 2010 إلى جانب خمس أوسكارات رئيسة. حيث عالجت في فيلمها فصلاً من مأساة القوات الأميركية خلال حرب العراق من خلال فريق تابع لوحدة إبطال مفعول القنابل في جيش الولايات المتحدة.

سيتكرر الأمر في “العهد” أيضاً عبر فيلق عسكري يقوده المقدم جون كينلي مهمته ملاحقة ومداهمة مخازن أسلحة “طالبان” والمتعاونين معها ومحاربة الارهاب. لكن فيلم “العهد” وإن ابتدأ بهذه المهمة كركيزة درامية أساسية لبناء الفيلم، إلا أنه سيغير مجرى هدفه ويحوله إلى قصة إنسانية مفعمة بالعاطفة تتمحور بين طرفين يجمعهما هدف واحد هو محاربة “طالبان، ويجسدهما كل من المقدم الأميركي الذي ينطلق من دافع مهمته العسكرية، والمترجم الأفغاني الذي سيتعاون مع القوات الأميركية بدافع الثأر من “طالبان” والحصول على تأشيرة الولايات المتحدة.

سيصاب المقدم الأميركي جون كينلي في واحدة من أعنف الاشتباكات مع “طالبان” ويكاد يقع أسيراً بين أيديهم، لكنه سينجو بفضل العزيمة القوية للمترجم الأفغاني حمد الذي سيتمكن من إنقاذه من الأسر والموت بعد إصابته البالغة، ثم تهريبه حملاً على الأكتاف أو فوق نقالة قماشية أو عربة خشبية، ليقطع به مئات الكيلومترات عبر جبال أفغانستان، التي سيفسح لها المخرج في المجال لتعبر بلقطات صامتة عن مدى وعورة وقسوة طبيعة هذه البلاد التي تتماهى مع  شراسة “طالبان” وقسوة نظامها مع شعبها ومع الآخرين.

رحلة عذاب طويلة ومؤثرة ستنتهي بإعادة المقدم المصاب جون إلى دياره لتلقي العلاج، فيما سيتحول المترجم إلى مطلوب من “طالبان” ومختبئاً مع أسرته في جحر ما. عند هذا المفترق الدرامي، ستبتدئ الحبكة التصاعدية الثالثة للفيلم وتترجم بالعذاب النفسي المستمر لجون كيلي بسبب المصير الذي آل إليه مترجمة الذي تفانى بالمعنى الحقيقي لإنقاذ حياته. وهي مرحلة ستسلط الضوء على البيروقراطية العسكرية والسياسية الأميركية، والتراجع عن التعهدات المقطوعة للآخرين حول مساعدتهم، لتتحول القصة من العام إلى الفردي، أي ضمير وأخلاق وإنسانية المقدم بذاته ومحاولاته المستميتة لإخراج المترجم من أفغانستان.

سيقول جون كينلي وهو في أوج عذابه النفسي ومحاولاته لتخليص المترجم:” أنا هنا مع عائلتي، وهو يختبئ في حفرة في مكان ما، حفرة يعجز عن الخروج منها، حفرة نحن وضعناه فيها”. بهذه الكلمات، يختصر المخرج جاي ريتشي عقدين من الزمن قضتهما القوات الأميركية في أفغانستان، التي استعادت فيها “طالبان” سيطرتها التامة  بعد شهر “وأجهزت على أكثر من 300 مترجم فوري وأسرهم جراء تعاونهم مع القوات الأميركية، ومازال الآلاف منهم مغيبين”.

“العهد” كعنوان للفيلم، سيعاد في النهاية بلغات أخرى تنتهي جميعها بمعنى الالتزام والتعهد والتفاني. وهي محاولة سينمائية إنسانية تقارع السياسة لتذكرها بتعهداتها ووعودها، وتجرب عبر هذا الفيلم الأول الذي يصور عقب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، بحجم الدمار النفسي والآثار المضنية بعيدة المدى التي تلاصق حيوات القوات بعد عودتهم للديار، وأيضاً بحجم الدمار البنيوي وخيبة الآمال واليأس التي تصيب شعوب البلاد التي تبتلى بفكرة حروب الخلاص أو الحروب الإنقاذية. آلاف الأفلام الأميركية عالجت مستنقع كوريا وفيتنام، ثم الحرب في العراق، لتبتدئ مؤخراً موجة إعادة الحسابات ومراجعة الذات في أفغانستان. وما يجمع بينها في الواقع أنها في معظمها تركز على فكرة المستنقع الذي تورطت به القوات الأميركية عن جديد، والثمن الذي يدفعه الجنود، كما تضئ على القصص الفردية والإنسانية، التي لا يدفع فيها الجانبان فاتورة الحرب الباهظة فقط، بل ما يجمع بينهما كأفراد من قواسم مشتركة إنسانية كان يمكن تجنب آذياتها التي تحملها لها رياح الحرب وأثقالها المستدامة.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.