skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
doc-36fy38z-1726055108
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
wk_39985_26936_large
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
تعبيرية
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
0807 OUKRIOTS riot lede
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
September 18, 2024
رويترز
كرم نعمة -

بمجرد أن نعد عشر زيارات لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة منذ اندلاع حرب غزة نهاية عام 2023، سنصل إلى أكثر من تعبير “مهمة فاشلة” يقضيها الوزير بينما الوقت ينفذ أمامه، لذلك فهو بوصفه وزيرا للخارجية أسوأ مما هو غير محظوظ.

لا يتعلق الأمر بشخص وثقافة وقدرة بلينكن على الإقناع، بل بموقعه الوزاري في أسوأ وظيفة في العالم، وفق الكاتب الأمريكي توماس فريدمان.

والسبب وفق فريدمان، أن مهمة إدارة السياسة الخارجية الأمريكية أصعب بكثير مما قد يتصوره أغلب الأمريكيين. فهي تكاد تكون مستحيلة في عصر يتعين فيه على المرء أن يدير قوى عظمى، وشركات عظمى، وأفرادا وشبكات فائقة التمكين، وعواصف عظمى، ودولاً فاشلة، وذكاء خارقا، وكل هذا يتداخل مع بعضه البعض، فيخلق شبكة معقدة بشكل لا يصدق من المشاكل التي يتعين فك تشابكها من أجل إنجاز أي شيء.

لو جمعنا حصيلة كل هذه الزيارات العشر التي قام بها بلينكن إلى المنطقة، فسنصل إلى تعبيرات مكررة، تأتي متأخرة وفاقدة لجدواها، بل تحدث ضررا عندما يستمر سفك دماء الأطفال والنساء في غزة.

فشل المهمة يكمن في أن بلينكن لم يجد حتى الآن في التعبير عن سياسة بلاده، أكثر من جمل: نحث كل الأطراف على الهدوء وعدم التصعيد، تصرف غير مبرر من إسرائيل، حدث دون استفزازات، قتل غير مقصود، يجب حماية العاملين في مجال الإغاثة… وهكذا من دون أن تخرج كل هذا الأمنيات -على افتراض أنها صادرة من نية سياسية أمريكية سليمة-! عن قاعات التصريحات وصور الشاشات وتصل إلى أرض غزة.

فحرب غزة حولت حياة شعوب دول إلى مجرد علف لإنتاج عناوين عريضة في الصحف الأمريكية تحيي قوة القادة الغربيين وعملهم السريع وعزمهم!

عادة ما يتم استذكار هنري كيسنجر عندما يتم الحديث عن الدبلوماسية الأمريكية، دع عنك سيئة الذكر مادلين أولبرايت فهي كانت بمثابة قرصان يفرض شروطه على المختطفين.

لكن أي غبن سياسي سيلحق ببلينكن عندما يوضع مقابل كيسنجر، وأن اختلفت الحروب وطبيعة السياسات والقدرة على الهيمنة والتهديد.

في فترة الحرب الباردة، كانت البطولة في متناول اليد دوما. ولنتذكر هنا. فقد احتاج كيسنجر إلى ثلاث عملات معدنية، وطائرة، وبضعة أشهر من الدبلوماسية المكوكية لوضع اتفاقيات فك الارتباط التاريخية بين “إسرائيل” ومصر وسوريا بعد حرب أكتوبر 1973. فقد استخدم عملة معدنية واحدة للاتصال بالرئيس المصري أنور السادات، وأخرى للاتصال بغولدا مائير، وثالثة للاتصال بحافظ الأسد. وبسرعة، لعبة من ثلاث أزار على جهاز غير رقمي لإيقاف القتال ومنع هزيمة إسرائيل.

كان كيسنجر يتعامل مع الدول، وفق فريدمان، ولم يكن أنتوني بلينكن محظوظا عندما أصبح وزير الخارجية الحادي والسبعين في عام 2021. ولكن قارن الشرق الأوسط الذي كان على بلينكن التعامل معه بموقف كيسنجر آنذاك. لقد تحولت المنطقة من منطقة الدول القومية الصلبة إلى منطقة تتكون بشكل متزايد من الدول الفاشلة والرجال الغاضبين والميليشيات المسلحة بصواريخ دقيقة.

في كل الأحوال لم يعد بمقدور الولايات المتحدة أن تعيد تكرار الكلام الفج عن صناعة دول على صورتها في المنطقة، كما أنها لا يمكن أن تتراجع مع استمرار المذابح في غزة عن دعمها الأعمى لإسرائيل، وبلينكن يتحول وسط هذه المعادلة إلى عنصر غير مؤثر.

تدرك الإدارة الأمريكية أن المنطقة برمتها وليس غزة وحدها، تعيش ما يمكن تسميته بـ “عالم النوافذ المكسورة” في توصيف لتحطم الدولة وتشرد الشعب وانهيار البنى التحتية وسيطرة لوبيات الفساد والميليشيات على السلطة.

لذلك لا أحد من المحللين يصاب بالدهشة لعدم تعلم الإدارة الأمريكية من دروس ناجحة، كما لا يمكن أن يتحول وزير الخارجية أنتوني بلينكن وحدة إلى كيس توجيه اللكمات له على الفشل المستمر بعد عشر زيارات إلى منطقة تسفح فيها الدماء. فهناك أكثر من كيس، لكن بلينكن أكثر شخص غير محظوظ بوظيفته الأنيقة!

وعلى عكس ما يقوله كبار السياسيين الأمريكيين المنصاعين لغطرسة نتنياهو، يمكن أن تكمن الشجاعة في الاعتراف بالفشل، وليس من الشجاعة دائما مضاعفة الأرواح المهدرة.

لقد كتب الشاعر الأيرلندي ويليام بتلر ييتس، قبل عقود ما يعبر عن السقوط السياسي الأمريكي عندما لا تبالي بدماء الأطفال، كتب ييتس عن الظلام الذي يسقط على رمال الصحراء والوحش القاسي المترهل مع نظرة فارغة لا ترحم مثل الشمس. يمكن أن يكون هذا الوصف معبرا بامتياز عن الفوضى التي حلت على البلدان بسبب الأخطاء الأمريكية.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.