skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
العرب VS إسرائيل.. رأفت الهجان مقابل فلاديسلاف سبيلمان!
WhatsApp Image 2023-11-03 at 15.25.09
هاني نديم
November 8, 2023
مشهد من فيلم الخروج "Exodus" (ارشيفية / (UNITED ARTISTS / THE KOBAL COLLECTION)
هاني نديم -

في واحد من أشهر الأفلام اليهودية، فيلم الخروج Exodus إنتاج 1960، قدم الفيلم داخل كادر الكاميرا وخارجها نموذجاً هائلاً لصناعة رأي عام وبروبغاندا إعلامية لا مثيل لها، وذلك ليدخل الفيلم مدار النقد العالمي ويحظى بأكبر قدر من المشاهدة والمراجعات والدفق العاطفي إلى جانب الدفق الفكري.

يتحدث فيلم “الخروج” عن تأسيس دولة إسرائيل، وتدور أحداثه في قبرص، داخل معسكر حيث احتجز البريطانيون آلاف اليهود الناجين من الهولوكوست والراغبين بالذهاب إلى فلسطين! وهو من إنتاج وإخراج أوتو بريمينغر الذي قرر صناعته مستثمراً نجاح رواية ليون يوريس التي صدرت قبل عامين وتحمل نفس الاسم.

ماذا فعلت ماكينة البروغاندا اليهودية؟

  1. أًسلم أمر السيناريو للكاتب (الشيوعي) دالتون ترمبو المدرج على قائمة هوليوود السوداء منذ أكثر من عقد من زمن، ما أثار اللغط والدهشة، وقد ضرب المخرج بهذا عشرة عصافير بحجر ترمبو، لفت أنظار الشيوعيين وحرّك الأقلام الساخطة للنقاد المؤدلجين والمدفوعين من الحكومة الأمريكية، غسل صحيفة ترمبو السوداء فكان هذا الفيلم سبب العفو عنه والسماح له بالعمل مجدداً، إلى جانب أنه أكد لنا اليوم بعد ستين سنة لاحقة، أن كل شيوعي مذموم وكل من يتبنى القضية اليهودية ممدوح.
  2. أثار المخرج نقاشات كثيرة أثناء كتابة السيناريو مبرراً إسناد السيناريو لترمبو بأنه يحمل قلماً لطيفاً سيخفف من وطء حجم الكراهية للإنجليز والعرب الموجود في الرواية!
  3. أصر المخرج التصوير الحقيقي في قبرص التي كانت حينها تواجه التمرد اليوناني ضد البريطانيين (أبطال الرواية) ما أثار البريطانيين بدورهم وأظهروا سخطهم على الفيلم الذي يثير مشاعر معادية لبريطانيا! ومنعت المساعدة والدعم لفيلم بريمنغر، وبهذا صنع “قلاقل” وضجيج صحافي في المملكة المتحدة إلى جانب أميركا.
  4. أسند دور البطولة لبول نيومان أحد أكثر الممثلين نرجسية وإثارة للمشاكل آنذاك، والذي دخل بسببه المخرج إلى المستشفى أكثر من مرة بسبب خلافات كبيرة وحيوية، كان أهمها أن نيومان بدل أن يقفز من مكان عالٍ بنفسه كما كان مقرراً رمى بلعبة من قش! وخرج هذا الفعل للصحافة التي تداولت ما يحدث بكواليس هذا الفيلم من أول كلاكيت لآخر مشهد.

حسنٌ انتهى الفيلم مع كل تلك الزوابع وحصد أكثر من جائزة، رغم أنه متواضع فنياً بشهادة كبار النقاد، إلا أن الجميع قرروا أنه من أهم أفلام “القضية” بسبب حيثيات صناعته وموضوعه وزمانه ومكانه وشخوصه. يقول بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل عن الخروج: “إنه ليس عملاً أدبيًا كبيرًا، ولكن باعتباره قطعة دعائية، فهو أفضل شيء كتب عن إسرائيل على الإطلاق”.

فيلم الخروج هذا كان من أوائل تباشير الصراع البصري الإسرائيلي مع فلسطين والعرب الذي خسرناه طيلة تلك الأعوام بكل جدارة ودون جدال.

على أية حال، كانت عقلية الاحتلال الذهني والبصري اليهودية وماكينتهم الإبداعية تعمل كأي “ميركافا” في ساحة الحرب، لم يتخلوا عنها يوماً بل دوماً كانت أعمالهم الفنية تتقدم قواتهم المسلحة تفكك ألغام السياسة والاضطرابات الأيدلوجية وتحلّ اللغط الدائر بين الصوابية والخطأ.

اليمين اليهودي يعتبر فيلما مثل الفيلم التحفة “قائمة تشاندلر” إهانة للمحرقة! إنهم يفضلون “الهولوكوست” الفيلم الوثائقي الذي أخرجه كلود لانزمان، ومدته 9 ساعات، الفيلم الذي بالكاد يحتوي على عدد قليل من العناصر التقليدية المرتبطة بالأفلام الوثائقية. لا يوجد تعليق صوتي ولا أبطال ولا لقطات أرشيفية، 9 ساعات من الصمت المشوش والقلق وقصص يرويها ناجون وجناة ويتشاركون ذكرياتهم معاً. في أحد المشاهد، يقوم حلاق متقاعد بقص شعر أحد ما، بينما يروي الجوانب الفنية لحلاقة رؤوس الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا في تريبلينكا.

تم تصوير حارس سابق في قوات الأمن الخاصة سرًا وهو يعلم لانزمان “أغنية تريبلينكا”، وهي أغنية أُجبر السجناء على تعلمها عند وصولهم إلى معسكر الموت.

في خلاصة الأمر، قد أستطيع القول إن الفرق بيننا وبينهم في هذا الصراع هو الفرق بين رأفت الهجان وفلاديسلاف سبيلمان في فيلم عازف البيانو، بين محمود عبدالعزيز وأدريان برودي، الأول خالٍ من أي عيب أو نقص أو شطط، والثاني عادي بل إنه غير نبيل، أجبرته الحياة أن يكون كذلك لينجو..

الفرق في معالجة النقص وطرح المثالب. فليس كل يهودي بطل ولا كل ألماني نازي، ولكن -لدينا- كل عربي هو بطل لا يقهر وكل حرب هي حرب انتصرنا فيها ولو أسميناها نكبة!

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.