skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
wk_39985_26936_large
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
تعبيرية
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
0807 OUKRIOTS riot lede
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
العراق المزيف لا يشكل خطرا على إسرائيل
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
November 3, 2023
Photo by Hussein Samad: @Pexels (علم جُمْهُوريَّة العِرَاق/ تعبيرية)
كرم نعمة -

عندما عبّر إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي عام 1993 عن طموحة بأن “السلام مع العرب” سيصل إلى بغداد قريبًا! كان يتحدث عن حلم فنتازي آنذاك، بينما من حق السياسيين أن يحلموا لكنهم لا يمكن أن يفرطوا بالحلم حد أن يغيروا المزاج الشعبي العراقي الذي وقف بوجههم حتى نيسان عام 2003!

وماذا بعد هذا التاريخ؟ انتهت بشكل سياسي فرضية أن العراق يشكل خطرًا على إسرائيل. فالعراق بعد احتلاله أصبح ساحة مفتوحة أمام الموساد.

لقد تم الاستحواذ على كل الوثائق المتعلقة بإسرائيل من مبنى المخابرات العراقية بمساعدة القوات الأمريكية المحتلة، ووصل الحال بأن يتخذ عناصر الموساد عام 2003 من فندق بغداد في شارع السعدون بقلب العاصمة مقرًا لهم لإكمال مهامهم وبحماية القوات الأمريكية.

في ذلك الوقت وتحديدا في شباط عام 2004، قال يوسي ساريد عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي بأن أجهزة الموساد كانت على علم بأن المزاعم القائلة بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل غير صحيحة، واصفًا إمكانية تفعيل أسلحة الدمار الشامل العراقية في 45 دقيقة بـ “حكاية عجوز خرف”.

واعترف بشكل لا لبس فيه بأن إسرائيل لم تكن تريد إفساد سيناريو الرئيس جورج بوش في تدمير العراق، وكان ينبغي لها أن تفعل ذلك.

في ذلك الوقت أيضًا جاءت جملة “لقد انتهى كل شي” من أعضاء الموساد وهم ينهون مهمتهم في العراق بحماية القوات الأمريكية وبمساعدة عناصر من “العراقيين”! الذين تم استقدامهم مع احتلال بغداد “هل يمكن أن ينسى مثلا كنعان مكية؟”.

مهما يكن من أمر، تغيرت الاستراتيجية الإسرائيلية حيال العراق المحتل، بعد أن غادر تصنيف العدو الأشد لإسرائيل، بينما كان يتسابق وزراء في حكومات ما بعد الاحتلال بلقاء مسؤولين إسرائيليين، ومصافحة هوشيار زيباري وزير الخارجية آنذاك مع وزير البنية التحتية الإسرائيلي بن أليعازر في مؤتمر في البحر الميت أمام العدسات، صارت فرصة لتكرار مثل هذه اللقاءات المكشوفة، فلم تعد تقام خلف الأبواب المغلقة كما كان يقوم بها أحمد الجلبي وجلال الطالباني وبرهم صالح.

وفي عام 2005، دعا مسعود البارزاني، علنًا إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وفي عام 2008 “حضن” الرئيس آنذاك جلال الطالباني، وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال مؤتمر في اليونان.

من جانبها أراحت إسرائيل بالها السياسي من العراق تحت حكومات الاحتلال فلم يعد عدوًا لها، صحيح أنها لم تستخدم تسمية “صديقًا” لكنه كان وبقي ساحة منتهكة، ولم تبخل القوات الأمريكية في تمرير كل ما تحتاج إسرائيل لمعرفة ما يجري في العراق.

هل تغير واقع الحال بعدها، لا شيء تغير سوى ارتفاع الصراخ الفارغ من قبل ميليشيات إيران في العراق، عندما تصلهم الرسالة من طهران لرفع منسوب التهريج السياسي وفق الحاجة السياسية التي تضعها إيران!

وفي واقع الحال كلما بقيت هذه الميليشيات تصرخ لا تجد من يسمعها من الطرف المقابل، هكذا بقيت إسرائيل تضع تهديدات الميليشيات وفق مفهوم الهراء العسكري، فإن كل تلك الميليشيات الحاكمة في العراق، بالنسبة إليها ظاهرة صوتية، لأن توقيت تشغيلها يتم من قبل إيران التي كان الموساد ينظر إليها حتى سنوات قريبة بأنها “عدو ودود وهو أفضل من صديق لدود” هذا التعبير يفسر لنا العلاقة الإيرانية الإسرائيلية المتخادمة منذ فضيحة “إيران كونترا” إبان الحرب العراقية الإيرانية.

وعندما زعم قيس الخزعلي في تصريحه المغرق في الهزل حول قيام الموساد باستخدام “عاهرة” بتدبير قتل الإمام علي بن أبي طالب في القرن السابع الميلادي وأن الأمويين كانوا متعاونين مع اليهود لتحقيق ذلك، كان على المخابرات الإسرائيلية أن تنصت لهذا التصريح ليس لأهميته البالغة، بل لوضعه ضمن أرشيف التاريخ الكوميدي، مع التذكير في ملاحظة صغيرة من قبل موظف الأرشيف بأن “إنشاء الموساد كان عام 1949”!

وفي كل الأحول تدرك إسرائيل أن طريق القدس لا يبدأ من بغداد إلا عندما تكون بيد أبنائها، لذلك فالعراق المختطف من قبل ميليشيات إيران لا يشكل خطرًا على إسرائيل، والعراق المزيف لا يثير اهتمام إسرائيل لأنها كانت تخشى من العراق الحقيقي.

وحتى عندما شرع البرلمان “قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل” أدرك معظم العراقيين، بأنه مجرد أداة دعائية تم سنها للاستهلاك المحلي. لتتناسب مع عروض مسرح الشارع الذي يديره مقتدى الصدر وقيس الخزعلي وبقية الجوقة!

اليوم يرتفع منسوب صراخ الميليشيات في العراق مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، لكن المفاهيم السياسية والعسكرية لم تتغير بالنسبة لتل أبيب، فالعراق ساحة مستباحة منذ عام 2003 ولا يمكن أن يشكل خطرًا، لأن صراخ الخزعلي والعامري والصدر وأتباعهم لا يعتد به إلا بقدر ما يزعج العراقيين من النفاق والزيف.

بيد أن تقريرًا لمعهد واشنطن وصف بيانات وتهديدات الميليشيات المدعومة من إيران لإسرائيل بالعرض المسرحي الفارغ من أي فعل حقيقي على الأرض. مع ذلك دع السيرك يستمر في عروضه على دماء أبناء غزة وهي تُباد بمشاركة إيران وحزب الله.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.