skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
الصمت الفلسطيني من عرفات إلى المالكي
WhatsApp Image 2023-10-04 at 19.42.28
سامح المحاريق
December 16, 2023
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال المؤتمر الصحافي لوزراء المجموعة العربية الإسلامية والذي لم يتحدث فيه مطلقاً، واشنطن. 8 ديسمبر 2023 - منصة X @pmofa
سامح المحاريق -

هل أتى دفع الملك المغربي الحسن الثاني بثقله في مواجهة دول عربية مثل الأردن ومصر والعراق من أجل تمرير إعلان منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني كخطوة من أجل تعزيز تحالفاته مع الغرب بعد البداية العاصفة لعقد السبعينيات من القرن العشرين في المغرب والانقلابات المتتابعة التي استهدفته؟ أم أتى ذلك إرساءً وتعزيزاً لمبدأ الواقعية في السياسة العربية؟ أو وقوفاً وراء ياسر عرفات الذي قدم قبل القمة بفترة وجيزة أول اعتراف ضمني بشرعية وجود إسرائيل في خطابه الشهير البندقية وغصن الزيتون.

في أحد وجوهه، أعفى التفرد بالتمثيل الدول العربية التي هزمت في حربي 1948 و1967 من مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية والقومية، وبقيت الأردن تعايش علاقة أكثر ارتباكاً وتعقيداً مع منظمة التحرير، أما مصر فنفضت الأمر عن أكتافها بعد الالتفاف غير المبرر بعد خطاب السادات الشهير الذي أعلن فيه نيته التوجه إلى القدس، وانهماك عرفات بالتصفيق مع نواب الشعب المصري، وهو ما لم يستطع السادات أن يتجاوزه، وبعد ذلك عادت المنظمة إلى العباءة المصرية لتمرير محتوى اتفاقات أوسلو 1993، وفي الطريق تخلصت اسرائيل وأدواتها من جميع الأصوات القوية التي لم تكن لتمرر أوسلو بهذه الصورة، وبقي العراقيون يستطيعون التأثير وتوظيف الأوراق التي يشاءون داخل المنظمة بقوة برميل النفط وحنجورية حزب البعث.

تحصل ياسر عرفات على منصب رئيس من غير دولة، ولكن ذلك كان كافياً بعد 1974 ليحظى باستقبال رئاسي، ولأن يتعامل معه العالم على محمل الجد، واستساغ عرفات هذه الصورة وتماهى معها، من غير أن يتخلص من صورة الثائر التي كانت تستند لها شرعيته بين صفوف الفلسطينيين مع وجود جهاز إعلامي وثقافي يغذي هذه الصورة، ووجود التمويل اللازم لصيانتها بصورة دورية، بعضه كان عراقياً وجزء منه ليبي، وبالطبع خليجي.

فقد عرفات جميع الأوراق العملية عندما أجبره الرئيس المصري حسني مبارك وبصورة مهينة على التوقيع على اتفاق مجحف في القاهرة، وبدأ يدخل صمتاً وجودياً انتهى به محاصراً في المقاطعة في رام الله يحاول أن يقاوم صورته المتآكلة، فما كان واضحاً وقتها، أن أحداً لم يعد يتعامل بجدية مع صورة رئيس الدولة، ولا أحد يصدقه بوصفه ثائراً، وتوالت محطات الصمت الفلسطيني.

أكثرها وطأة وحمولة من الإهانة والأسى كان ما تعرض له وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي وهو يظهر صامتاً وفائضاً بالغيظ وقلة الحيلة أمام الكاميرات لا يستطيع أن يجيب على أسئلة الصحفيين، ليتدخل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان متحدثاً عن قيود في التأشيرة الأمريكية تقيد حرية الوزير الفلسطيني في الحديث إلى وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي نفته وزارة الخارجية الأمريكية بعد أيام، إلا أن إصدار التأشيرة المقيدة حرفياً مسألة، ووجود ضغوط على المالكي وتحذيرات شفهية مسألة أخرى، واستعادة المشهد تؤكد وجود قيود عليه، ليس بالضرورة مكتوبة على متن التأشيرة أو معاملاتها.

توجد خطابات عربية تتراوح بين النبرة العالية والخجولة، وسيبقى الفلسطينيون محتفظين بالأصوات الواضحة في ذاكرتهم، من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ومندوبة قطر في الأمم المتحدة علياء آل ثاني والسفير في البعثة المصرية عمرو عاصم، وكلها، ليست كافية، ولا يمكن أن تعوض تغيب الصوت الفلسطيني.

يوجد معارضون فلسطينيين حذروا من التفرد بالتمثيل لأسباب قومية مبدئية أو سياسية برجماتية، ومع ذلك، فاللا صوت الفلسطيني يبقى أمراً غير مقبول، ومهيناً في أي تفسير كان، وتجسيداً واضحاً وفجاً للنفاق على المستوى الدولي، وتشمل الإهانة أيضاً، المنظمات الأممية التي تتجاهل القوى الكبرى آراء وتوجهات بقية الدول التي تمثل الأغلبية التي تتخذ مواقفاً مؤيدة للفلسطينيين وحقوقهم، فكلها في العرب الأممي لا تساوي مجرد ثانية واحدة تحول اعتراض الممثل الأمريكي في مجلس الأمن إلى فيتو يحول كل ما حدث قبله إلى مجرد لغو وصخب فارغ.

فلسطين ليست طالباً تشاجر في مدرسة وعليه أن يصطحب ولي أمره وأن يبقى صامتاً أمام التقريع من ناظر المدرسة الأمريكي، وحتى لو كانت الاستثمارات السياسية في تأسيس السلطة الوطنية، ولو كانت من الناحية التقنية شبه دولة، فلا شيء يمكن أن يبرر تنحية الصوت الفلسطيني بهذه الطريقة الفجة، ولا يوجد أي حصافة سياسية إلا لو كانت النوايا تتوجه فعلياً إلى الضفة الغربية بعد غزة.

المالكي الصامت سيستدعي مقارنة بين الملثم أبو عبيدة وتشي جيفارا وخاطبه القصير الوطن أو الموت أمام الهيئة العام للأمم المتحدة، وأبو عبيدة، الذي لا نعرفه على وجه اليقين، يمتلك من الكاريزما ما يمكنه من ذلك، ويقف على منطق تاريخي أكثر عمقاً واتساقاً مما تقف عليه سلطة رام الله، حيث من الصعب في هذه المرحلة أن نتحدث عن سلطة وطنية فلسطينية مكتملة لا تستطيع أن تتقدم لدورها الذي زعمته لنفسها وأسست عليه وجودها، الشرعية ووحدانية التمثيل.

صمت المالكي وملامحه الحزينة والعاجزة ستترك أثرها على صحته بصورة شخصية، هكذا يزوي الرجال بالقهر، ولكنه أيضاً يضرب في عمق الوجود الفلسطيني الذي يرى نكبة أخرى ترتسم وتتشكل داخل كواليس الملهاة الأممية وفحيحها الفاحش في الغرف الجانبية وجلسات العصف الذهني التي تعمل بعقل بارد وبالورقة والقلم وتهتم بالمحافظة على أسعار الطاقة وإمدادات الملابس متدنية التكلفة من لحم العمال في بنجلاديش، والشاي الأورجانيك من رياديي الأعمال في الهند الذين يستغلون المزارعين الصغار، أكثر مما تلقي بالاً للفلسطيني الذي أغرته تخيلات الدولة والتذاكي بالتكتيك والتدابير المرحلية.

فلسطين قضية كل إنسان يصرخ في وجه الظلم والاستغلال والبلطجة، العامل البنجالي فلسطيني بهذا المعنى، وأطفال المناجم في الكونغو عندما تأكل عروق الكوبالت أياديهم كما التهم ليوبولد الثاني أيادي أجدادهم قديماً فلسطينيون بهذا المعنى، والفلاحات في إقليم تشياباس بالمكسيك يحملن البندقية ويربطن أطفالهن على ظهورهن، فلسطينيات بهذا المعنى وكل معنى.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.