skip to content
Skip to content

إقرأ أيضاً

ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
democratic-republican
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
ap24196042886688-1
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
b954816d-401f-44e3-9f1b-01f2fefe0bb7
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
استثمار زائف في ديمقراطية مملة
element5-digital-T9CXBZLUvic-unsplash
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
R
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
عزلة جو بايدن الأوروبية
AP21166435923906
WhatsApp Image 2023-10-12 at 13.46.04
كرم نعمة
أمريكا وإسرائيل توءمٌ سياميٌ بقلبٍ واحد!
WhatsApp Image 2023-11-03 at 15.25.09
هاني نديم
December 29, 2023
تعبيرية/ Photo by Karolina Grabowska: @Pexels
هاني نديم -

لا أعلم إن كان عليّ كتابة هذا المقال بهذه الصياغة وهذا العنوان! ولكن لو كنت أمريكياً – لا سمح الله – لما ترددت كما أتردد الآن بوصفي صحافياً عربياً لديه وعليه الكثير من التصوّرات المسبقة والاتهام بالإنحيازات المسبقة أيضاً.

لكن لا بأس، لنعتبر هذا المقال “كروكي” تقريري لصحافيٍ مهتمٍ بعلم الاجتماع وتبدل بنيويته، ومتابعٍ لما يجري على أراضي الولايات المتحدة وأوروبا من تغيرات في الآراء والاصطفافات والمعالجة، بل وحتى في خط تحرير كتابة المقالات الصحفية!

لقد بات واضحاً تماما أهمية إدارة الخطابات الرسمية ووسائل الإعلام بمسؤولية ووعي وعدل؛ في السلم والحرب على حدٍّ سواء، في نيويورك أم في أنغولا، تحت الدوش أم على ظهر الناقة!

إن العالم اليوم يدفع ثمن خطابات الكراهية والعشوائية ولفظ الهامش إلى الأبعد والأنأى، وتعزيز توحش المال وصنّاعه والعاملين به من وول ستريت إلى مناجم الفحم في أفريقيا.

منذ عقدين من الزمن، تم تعميم مصطلح الإسلاموفوبيا، كجزء من قاموس العالم الجديد، وعُلّق كزرٍ لامع على بدلة العولمة، وكأن جميع المدعوين لمهرجان الحداثة لا بد وأن يمارسوا الفوبيا من المسلمين. وقد بني على ذلك العديد من المباحث والأفلام والوثائقيات والمراجعات والمقالات وغيره، ولكن ماذا جرى خلال عشرين عام؟ نعم أحسنت! تعاظم الخطاب المضاد، ظهرت داعش وأخواتها وكتائب بلحى طويلة وتغوّل الفقر والفوضى والعنف واشتدت حركات النزوح من العالم الثالث نحو العالم الأول بغزو بشري لم يحسب له حساب من قبل أوروبا وأمريكا. وقد وصف لي الأمر أحد سائقي التكسي العرب في باريس ولخصه بجملة واحدة: “لقد احتلونا مئة عام.. أظن أن دورنا قد حان”.

بعد 7 أكتوبر الذي بات ورقة “روزنامة” يسوّق لها مثل “11 سبتمبر”، لا شك أن هنالك تحولاً جديداً وتوظيفاً جديداً للمأساة، ولكن ما لم يحسب حسابه هذه المرة أن وسائل الإعلام لم يعد يملكها أحد، لقد أصبحت مشاعاً بين الناس. كرّاس بين يدي مجنون والكل يكتب عليه ما يريد. وهنا التغير الحقيقي.

لقد انهدّ تماماً الصرح البروبغاندي المبني على مظلومية الكيان الصهيوني بعد مئات الأفلام والأغاني والمقالات والتحقيقات والبحوث، عاد “العلم” إلى أيدي الناس في لندن وباريس وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة والبرازيل. فمن كان يتصور أن تطلب إسرائيل تعليق مساعدات منظمة الصحة العالمية وجمعية الأمم المتحدة مثلا؟

إن كبرى المنظمات لم تعتد تستطع الوقوف في وجه الطغمة الجماهيرية والإدانات المدعمة بالوثائق ومقاطع الفيديو.

منذ أسبوع وأكثر، وفي صحف أمريكية متعددة، نُشر بالتوازي عنوانٌ عريض يقول: “أميركا وإسرائيل واحد” وذلك تحت تصريفات بلاغية متعددة. ففي مقال نشرته كومنتاري تحت عنوان: “القصة اليهودية هي القصة الأمريكية” يذكرنا مئير سولوفيتشك، أنه “قبل مئتين وثلاثين عاماً، طمأن الرئيس جورج واشنطن يهود نيوبورت بأن أمتنا الجديدة لن تقدم للاضطهاد أي مساعدة؛ كرسالة واضحة، يجب ألا يكون لتعصب معاداة السامية مكان ولا ملاذ ولا موطن هنا. إن معاداة السامية، أو بشكل أكثر وضوحا، كراهية اليهود – وهي أطول وأقدم أشكال التحيز في العالم – اخترقت وتغلغلت في العديد من البلدان، والعديد من الثقافات، والمجتمعات الدينية”.

ترى ما الذي جعله يقدم بهذه المقدمة سوى ما يراه من عودة تلك التحيزات بشكل صارخ يصعب إيقافه؟ من كان يقول إن نصف الديمقراطيين اليوم في الكونغرس ضد إسرائيل، وإن الخطاب “الجمهوري” حتى بدأ بالتقهقر أمام حشود الرافضين لهذه الوحشية في كل مكان؟

في رسالة أرسلها ليفي شيفتال إلى جورج واشنطن بعد أدائه اليمين الدستورية، قال فيها: “أتمنى أن يستمر نفس الإله العامل العجيب، الذي حرر العبرانيين من مضطهديهم المصريين منذ فترة طويلة، وزرعهم في أرض الموعد – والذي برزت وكالته الإلهية مؤخرًا في تأسيس هذه الولايات المتحدة كدولة مستقلة – أتمنى أن يستمر في سقايتهم بندى السماء، ومنح البركات الزمنية والروحية لذلك الشعب الذي إلهه يهوه”.

ويقول مئير: “إن قصة الخروج وأمريكا متوازيتين: الإله الذي صنع المعجزات لليهود في الماضي هو نفس الإله الذي صنع المعجزات لأمريكا في الوقت الحاضر. إن الإله الذي أنقذ إسرائيل من الطغيان أنقذ أمريكا من الطغيان أيضاً. وكان من الواجب الترحيب باليهود في أميركا، ليس فقط بسبب مُثُل المساواة، بل وأيضاً بسبب الطريقة التي ألهمت بها القصة اليهودية أميركا نفسها”.

إن هذه المقاطع اليوم يعاد تداولها وتناولها لتذكير أميركا بتوءمتها السيامية مع إسرائيل، وأنه لا خلاص ولا فصل بين المسارات حتى ولو بالقانون طالما الإله واحد، والتكوين واحد، و(المظلومية) واحدة والقلب واحد! في حقيقة الأمر، أكتب وأنا استشعر نزيفاً عالمياً كبيراً على كل الأصعدة، نزيف سببه إهمال المؤشرات الأولى التي نودي بها وتمت إعادة توجيهها. العدل، المساواة، الحرية.

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال تعبر عن كتّاب المقالات، ولا تعبر بالضرورة عن آراء الموقع وإدارته.